بأقلام القراء


من سلسلة: بأقلام القراء

كيفَ تنسى نفسي؟ وإنْ كانت الأيامُ تُنسيْ

سنةً كلَّلتَها بالجودِ، وكنتَ فيها خيرَ أُنسي

كنتً شعاع رجائي وقت إحباطي ويأسي

يوم اشتد الظلام عليَّ كنت لي نوري وشمسي

لم يعترِكً تغييرٌ قَطُّ، أنتَ ربُّ يومي وأمسي

غمرتني حسناتك ربي، وسلامك ملأ شعوري وحسي

كيفَ تنسى نفسي مَنْ يغفر جميعَ الذنوبْ؟

مَنْ يفدي من الحفرة حياتي ولو اجتمعت عليَّ شعوبْ

مَنْ يحفظَ نفسي ويرعاني من الشروقِ إلى الغروبْ

يوم يُبغضني الناسُ طُرًّا، أظلُ عندَّه المحبوبْ

مَن يذكرُ أنني ترابٌ، ولا يرى فيَّ شيئًا من العيوبْ

كيفَ تُنسى مراحِمَكَ سيدي؟ إن أُحصِها فهي كالرمالْ

رافَقْتَني واحتملتَ غباوتي، على مَرٍّ سنينٍ طوالْ

كنتَ كفيلاً بي ومُسددًا كلَّ احتياجي ولو كان مُحالْ

كنت راعٍ ترُدُّ نفسيَ يومَ التيهِ والضلالْ

يعجزُ لساني عن وصفِكَ ربي، ولو قلتُ عَنكَ شريفَ المقالْ

كيفَ تنسى نفسي أنني إنسانٌ حقيرْ؟

مثل يعقوبَ في المكرِ والدهاءِ وعدمِ أمانةِ وعدمِ تقديرْ

لكنَّ روحي تصرخُ مثلُهُ: ”يا سيدي عن ألطافكَ صغيرْ“

إزاءَ ما قدَّمتَ ربَي أشعُرنَّ بأني فقيرْ

فماذا أُقدِّمُ لكَ سيدي وخيركَ عليَّ كغيثٍ وفيرْ

حبك رافقني خلال هذا العام.. إنني لحبك أسير

وها عام أتٍ مجهول الأيام، وأنا الضعيفُ لا أجدُ إلاك

تحميني يوم تهيج الأحقاد فهل لي سواك لأحتمي بسواك؟

تمسك يدي في بحر مضطرب، ويوم الغرق ألوذ بحماك

لذا ساعدني أعيش في انتظارك، ولا أبالي بهذا أو بذاك

 

نشوى نان عبدالله عزبة سمعان - ديروط