مشفق عليك من الحالة اللي إنت فيها.. وعارف اللي بيدور في دماغك.
* أولاً إنت عمرك ما هاتشفق عليَّ.. إنت ماتعرفش غير «تسرق وتذبح وتهلك» (يوحنا10:10).. ثانيًا: إنت محدود المعرفة.. صحيح ممكن تتوقعني بخبرتك.. بس أكيد مش عارف اللي جوايا.
* (نظرة خبث) لأ عارف.. إنت بتفكر في اللي ضاع منك.. واللي إنت مش قادر ترجَّعه.. أقولك ريح بالك “اللي ضاع ضاع”.
* مش قلتلك إنك ممكن تتوقعني.. طبيعي جدًا بعد ما تبت لربنا، إن أكتر حاجة بافكر فيها هي الحاجات اللي ضاعت مني كنت بعيد عنه (عُمر، صحة، فلوس، كرامة، شباب، ...).. بس أنا واثق إن إلهي القدير اللي قبل توبتي، هو كمان قادر يعوضني.
* ده كلام بتصبَّر بيه نفسك.. مش قوانين الفيزياء بتقول: المادة لا تُفنى ولا تُستحدث من عدم.. إزاي بقى ربنا يرجعلك اللي ضاع منك؟!!
* “إزاي” دي مش مهمتي، لكن دي مهمة إلهي العظيم.. لأنه هو وعد «وأعوض لكم عن السنين التي أكلها الجراد» (يوئيل2: 25).
* الكلام ده لو كانت الخسارة دي بأي سبب.. لكن اللي ضاع منك بسبب غبائك وعنادك وعصيانك.. فالله مش مُجبر يعوضك.
* رجعت تاني لعادتك في قصقصة الآيات.. الآية الكاملة بتقول: «وأعوض لكم عن السنين التي أكلها الجراد، الغوغاء والطيار والقمص، جيشي العظيم الذي أرسلته عليكم» (يوئيل2: 25)، والجراد ده جابه ربنا حرفيًا على شعبه، لما أخطأ وتركه، ولكن لما الشعب تاب لربنا بكل قلبه، ربنا عوض عن كل اللي ضاع منه.. فهو أرسل القضاء لأنه إله النقمات، وهو اللي عوض عن السنين لأنه إله التعويضات.
* بس إنت اللي ضاع منك أكتر من مجرد سنين وعمر وشباب.. إنت ضيعت كل حاجة تقريبًا.. مواهبك وشهادتك ونجاحك وفرحتك وأحلامك.. إزاي ربنا هايعوضك عن كل ده؟!!
* مهما كان اللي ضاع.. فتعويضات الله أعظم وأكبر.. زي ما حصل مع الابن الضال.. اللي رغم إنه ضيّع كل شيء أخذه من أبوه «بذر ما له بعيش مسرف» لكن لما رجع لأبوه المحب الجواد، لقي محبة وحنان وفرح، وعوّضه كمان بخاتم في إيديه، وعجل مُسّمَن ياكله، وحذاء في رجليه (لوقا15).. فمين يقدر يمنع تعويضات الأب بغناه وبجوده، واللي هي أكبر بكتير من اللي ضيعه الابن بعصيانه وجحوده؟!
* (نظرة شماتة) لكن إنت يا حلو فيه ناس غالية عليك ضاعت واختفت من حياتك بسبب أخطائك.. ومنهم اللي اختفى من الحياة كلها ومش هاتعرف ترجعه.
* مفيش حاجة بعيدة عن تعويضات ربنا للإنسان.. حتى لو فقد ناس في حياته.. زي ما حصل مع نُعمي.. صحيح إن ضاع منها جوزها وولادها الاتنين بسبب غلطها وتركها هي وعيلتها للمكان بتاع ربنا.. لكن ربنا كمان عوضها لما رجعت ليه.
* إزاي يا فكيك.. رجعلها اللي ماتوا تاني من التراب؟!!
* لأ بس عوضها باللي عمرها ما فكرت فيه.. عوضها براعوث مرات ابنها الوفية.. اللي فعلاً بميت راجل.. وإدالها بوعز “أبو العز” اللي كان السند والولي والملجأ ليها.. وإدالها عوبيد حفيدها.. اللي بقي جد الملك داود.. وكمان جد لملك الملوك الرب يسوع المسيح حسب الجسد.
* أيوه بس نُعمي خسرت فرحتها بولادها الاتنين اللي ماتوا.
* لكن ربنا عوضها بفرحة أكبر منها.. لدرجة إن الناس قالولها «مبارك الرب الذي لم يعدمك وليًا اليوم... ويكون لك لإرجاع نفس وإعالة شيبتك، لأن كنتك (يقصد راعوث) التي أحبتك قد ولدته، وهي خير لك من سبعة بنين» (راعوث4: 14، 15).. فكلمة أعوض مش بس بتيجي بمعنى إرجاع الشيء restore لكن كمان من معانيها ملأ وأشبع satisfy.
* إنت كده ورطت نفسك.. لإن كده الله مش عادل وماينفعش يحاسب البشر.. بدليل إنه بيعوضهم عن كل اللي ضاع منهم بسبب خطيتهم.. يبقى الله موافق على خطيتهم!!
* أنا ماقلتش كده.. لإن الإنسان مابيختبرش تعويض الله في حياته إلا لما يتحقق شرط الرجوع ليه.. وعلشان كده قبل ما يقول ربنا للشعب: «أعوض لكم» قالهم «ارجعوا إليَّ بكل قلوبكم» (يوئيل2: 12).. وده اللي تم مع الإبن الضال لما «رجع إلى نفسه» (لوقا15: 17).. وكمان حصل مع نُعمي لما رجعت من بلاد موآب (راعوث1: 22).. ولو الإنسان مارجعش وفضل في عناده عداد الخساير هايفضل يعد ويزيد...
* خلاص بقى ضيَّع اللي في إيدك.. وعيش حياتك زي مايحلالك.. لإنه منين ما تحب ترجع ربنا هايعوضك عن اللي ضاع منك.
* بالعكس ده أنا هأكون أمين أكتر في كل لحظة في حياتي وفي صحتي وأموالي وكل أمر وكلني عليه إلهي القدوس.. لأن الله مابيجاملش الخاطي وما بيفوتش الخطية.. ولو كان بيفوت الغلط كان فوته ليعقوب أو داود أو سليمان أو شمشمون.. فلازم أخافه وأنفذ نصيحة بطرس «سيروا زمان غربتكم بخوف» (1بطرس1: 17). وطول ما أنا باخافه ضامن عدم الضياع.. وكمان ضامن تعويضاته لما أرجع له مهما كان اللي ضاع.
وانصرف العدو إلى حين.. وتركني منتشيًا بمنظره وهو يهرول هاربًا.. وشاكرًا لنعمة إلهي وتعويضات رأفته.. مضى وأنا أتوقع منه جولة أخرى وأرض معركة آخرى.