متغيرات


من سلسلة: بأقلام القراء

تمضي السنونُ والزمنْ


يحملُ متغيِّراتْ

ما كان أمْسٌ حاضرًا


أضحى يُعَدُّ ذكرياتْ؟

فيها المريحُ والحسنْ


مرَّ في رحبٍ وثباتْ

والبعضُ فيها مُقترِنْ


بالألمِ والصعوباتْ

للكل وقتٌ متقَنٌ


ما دامَ تحتَ السماواتْ

في الأغلبِ لا ننسي مِنْ


أيامِ عُمرنا ما فاتْ

فالذكرياتُ هل تَظُنْ


هَدْرٌ للفكرِ والأوقاتْ

هل يفرحُ اللهُ بذهنْ


لِماضيهِ له التفاتْ

وعندما القلبُ يَحنّ


للأشخاصِ وللساعاتْ

فكيف لا يُعطِّلَن


مسيري ذِكرُ الماضياتْ

افحص أمورَكَ اتّزن


في ضوءِ أسمى الكلماتْ




داودُ يبكى وبَدَتْ


عليه لمحةُ الأنينْ

عندَ صخرةٍ فرَّقَتْ


بينَ قلوبِ الأقْرَبِينْ

يوناثانُ مَنْ التَقَتْ


نَفْسُهُ بهِ بالحَنينْ

كم بقوةِ أنقَذَتْ


محبَّتُهْ مِنْ مُبغِضينْ

وقتَ الوداعِ قد عَلَتْ


تأوُّهاتُ المُحبِّينْ

وبعد أيامٍ مَضَتْ


يقولُ حُلوًا ومُعينْ

صديقُ ذِكْراهُ حَلَتْ


رتَّبَهُ اللهُ الأمينْ

فالافتراقُ لو طَغَتْ


علَيْهِ كثْرةُ السنينْ

صداهُ يبْقَى إن ثَبَتْ


في اللهِ أساسٌ مَتِينْ

فإنْ في يومِ اكْتَنَفَتْ


القلبَ ألفةْ صِدِّيقينْ

قلْ يا إلهيْ أحْسَنَتْ


يداكَ لِي في كلِّ حِينْ

أنتَ المحبَّةْ سَكَبْتْ


فينا ذا الحبَّ الثَمينْ




وها بضالٍ يذكرُ


أيامَ عزٍ وغنى

يسعى ليومٍ يعثرُ


فيهِ على ضيِّ الهَنا

فكيف تتبخَرُ


أوقاتُ حبٍ وسنا

قلبُهُ يصحو يعبرُ


بالذكرى جدرانَ العنا

والضحكاتُ تكثرُ


في القلبِ بعدما انحنى

الحالُ يتأثَّرُ


بماضي ظنّه فنى

فاللهُ قال انظروا


ما في القديمِ باعتناء

صنيعُهُ يُحرِّرُ


وإن مضَتْ ألفُ سنة

إن يومَ ذهنًا يُغمرُ


بالذكرياتِ واهنا

فربُّنا يستثمرُ


ما جُزناهُ لخيرِنا




بولسُ كم من مرةٍ


تاقَ إلى مَنْ ودَّعَ

نراهُ يبكي ويئنْ


لهجرِ مَنْ كانوا معَهْ

حتى في داخلِ المِحَنْ


الاشتياقُ أسرعَ

في رسائِلِهِ تَرِنْ


نغمة ُ شوقٍ رائعةْ

واللهُ أقوى شاهدٍ


كيف بأحشا واسعة

وكمحبٍ مخلصٍ


زارَ أناسًا راجعا

بصدقِ يحكي معلنًا


أزاحوا عنْهُ الأدمعَ

وكيف كانوا مصدرًا


للتعزياتِ المشبِعة

كانوا معينًا ساندًا


كم ذَكَرَهُم في الدُعا

فكيفَ تُمحى لحظةٌ


همْسة ُ حبٍ رافِعة




واسمُ بقلبِكَ تَجِدْ


أعظم مثالٍ: المسيحْ

يبكي في وقتٍ يفتقِدْ


مَنْ كانَ مَعْهُ يسْتريحْ

من نُسيَ هنا وُجِدْ


لا يَنْسي، حُبُّهُ صحيحْ

فقلبي لا تخشى استندْ


لكَ منهُ أعلى تَصْريحْ

إنْ فيكَ شوقٌ قد وُلِدْ


فاللهُ بالذِكْرَى يُبيحْ

جَعَلنا له جسدْ


ورأسُنا كان الذَبيحْ

وفي ذاتِهِ نتَّحِدْ


بِالروحِ عِطْرَهُ نُفيحْ




لكن بعينٍ مُبصرةْ


عِ وتَعَقَّلْ تَغْتَنِمْ

دَعْ مشاعرَ حائرة


عندَ ربِّكَ تَسْتَقِمْ

فحبُّكَ مهما سَرَى


في القلبِ يُحْسَبُ عَدَمْ

لو ساوى شخصًا في الورى


بيسوعَ كيف يَدُمْ

كم ثعالبَ ماكِرة


في صُغْرِها تُفْسِدُ كَرْمْ

فكرَكَ درِّب ناظرًا


فقط يسوعَ كُلَّ يَوْمْ

اسعَ لتنسي ما وراء


وللأمامِ تَعْتَزِمْ

وكالمياهِ العابرة


اذْكُرها واشْكُرْ ثُمَّ قُمْ

احذَرْ دموعْ مُنهَمِرة


تُفْشِي داخِلِكَ ألَمْ

بل دعْها تُروي مُثْمِرة


وافرَحْ بِزَرْعِكَ ابْتَسِمْ

في حياتِكَ ما جَرَى


ليسَ عَبَثًا بلْ لَزِمْ

كقولِهِ كُنْ ذاكرًا


كيف بكَ سارَ واهتمْ

اسمعْ صوتَهُ ساهرًا


واطلبْ الحِكمةَ والفَهْمْ

والقلبَ وجِّه كي ترى


واقْبَلْ مِن الخالِقِ عِلْمْ

حتمًا ستفرحْ شاكرًا


مَنْ بَدَأَ وسيُتِمّْ

فينا أشرف - أسيوط