بين الأصحاب

دِكّة واحدة في مدرسة جمعت بنتين

عليها اتعلّموا وعلِّموا بعض حاجات

واحدة قاعدة في الشمال والتانية في اليمين

و دكتنا كانت سامعاهم في كل الاوقات

دخلت ندى الفصل الصبح حزينه و مين يقرا حزن العيون غير القريبين للقلب؟!

قعدت جنب ريهام.. مفيش كلام غير السلام!!

ريهام:مالك يا ندى؟ شكلك مش عاجبنى النهارده؟

ندى(بعصبيه): تعبت خلاص مش قادرة استحمل أكتر من كده!

ريهام: احكيلي يمكن أقدر أريّحك

ندى: طول الليل وانا عمَّاله أفكَّر و اسأل نفسي: يا ترى هادخل كليه إيه؟ أدينى باذاكر كويس، لكن اللي خايفة منه بجد هو: يا ترى ربنا شايل لي أنهي تجربة في المستقبل؟!!

ريهام: تجربه و ربنا شايلها لك في المستقبل؟! جبتي الكلام ده منين؟!!

ندى: من اللي بيحصل حوالينا يا ريهام.. مش عارفة مين اللي ذاكر وفي الآخر مادخلش الكليه اللي كان بيحلم بيها.. فلان اللي اتفاجأ إنه جاله سرطان.. علان اللي أهله عملوا حادثة وفقدهم كلهم!! وغير كده أخبار صعبة كتير.. أنا مرعوبة من المستقبل يا ريهام.

ريهام: متستسلميش لأفكار الشيطان يا ندى.

قاطعتها ندى بشده: دي مش أفكار الشيطان.. دي حاجات بتحصل حوالينا، وجايز جدًا إنها تحصل لأي حد فينا!

الاستاذ دخل و الحصة ابتدت

لكن الاسئلة جوه ندى أبدًا ما انتهت.

خلص اليوم الدراسي زيه زي أي يوم..

ودَّعت ريهام ندى وهي بتقول لها: نتقابل بالليل في الاجتماع.

روَّحت ريهام بتفكَّر في ندى وفي أسئلتها

ملقتش قدام حيرتها

غير إنها ترفع صلاه:

يا رب ريَّح ندى وجاوب عليها.. إنت اللي خالقها.. إنت الإله

كان الاجتماع في اليوم ده غريب وتأثيره كان شديد

اصله ماكنش فيه وعظة لكن كان فيه ضيف جديد!

دخل على كرسيه المتحرك ومالي وشّه ابتسامة بخشوع

قال انا جاى احكي اختباري..ولما بدا.. غرقنا دموع

فقد ابنه الغالى في حادثة شنيعة

وهو اتصاب بالشلل في يوم و ليلة!

لكن الغريب في الامر كله هو سلامه..حبه لله..

إزاي بعد ده كله، الفرحة مالياه؟!

قال بوقار كلمات متتنسيش:

كلام الكتاب مش نظري يا حبايبي

وقت الأزمة إيده فعلاً بتسنِد.. بترفع.. بتعزّي

ياللي شايل هَمّ بكره: إوعى تتعِب روحك وتهتم..

ده مهما قابلك غم،

هو ليك راعي وبيقولك إرمي عليا أنا الهم.

مكانك فوق الكتاف

و لو دخلت في أتون

هاكون معاك إوعى تخاف

اصل البريه مش هي الغاية

ومهما تعبت فيها.. مش هي دي النهاية!

لحد ما نوصل للسما هو مسؤول عنا

وفوق فيها طول الوقت بيه هنتهنى

ولو قصر أو طال زمان غربتنا

فى السما في الآخر هتكون أبديتنا

بصت ندى لريهام والدموع في عنيها كانت الدليل

إن الرب مبيسيبش ولاده يتوهوا في ظلام أو ليل

روَّحت صاحبتنا وقعدت ترتب أفكارها

تزوِّد تشطب و تحذف، عاوزه تسترد سلامها

شغَّلت “الفلاش باك” وشافت الحزن في عنين المتكلِّم

لكن برغم التجربة كان مرفوع في عِزّ ما هوَّ متألم

بدأت تجدِّد ذهنها بآيات من الكتاب:

آيه بتقول:

«مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ» (٢كورنثوس٤: ٨).

وآيه تانية بتقول:

«أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي» (مزمور٢٣: ٤).

هو معي

رنِّت جواها الكلمتين دول

لقيت فيهم الجواب اللي ريحها على طول

أصل السر طلع في تسليم الحال.. للى بيرعى بكمال قلبه وبمهاره إيديه هيوصلنى

نامت وهى بترنم زي الأطفال:

لأنك إنت معايا إيه بقى هايخوفنى؟!