لم يقم الرب يسوع المسيح من الأموات بفضل صلاة أحد القديسين كما حدث مع ابن المرأة الشونمية ( الملوك الثاني 4) ولم يقم مربوطاً بأكفانه واحتاج إلي من يحله كما حدث مع لعازر (يوحنا 11) ولم يقم خائر القوي محتاجاً إلي طعام كما حدث مع إبنة يايرس (لوقا 8) لكنه قام بقوة واقتدار.
من أقام المسيح من الأموات
(1) الآب أقام المسيح : «... أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب .. » روميه 6: 4 وكأن الآب بكل مجده وعظمته قد أتي إلي قبر المسيح وأقامه .. اقرأ أيضاً أعمال الرسل 2 :24،23، غلاطية 1: 1، عبرانيين 13: 20، ...
(2) الروح القدس أيضاً أقام المسيح : إذ يذكر لنا الرسول بطرس في رسالته الأولي 3: 18 عن المسيح أنه «... مماتاً في الجسد ولكن مُحْيً في الروح».
(3) الرب يسوع أقام نفسه: قال الرب لليهود « انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه» (يوحنا 2: 19) وكان الرب يتكلم عن هيكل جسده (يوحنا 2 :21).
إن شخصاً مثل هذا « فيه كانت الحياة » وهو « القيامة والحياة » (يوحنا1 :4، 11 :25) ألا يستطيع أن يقيم نفسه من الأموات ؟! لا شك أن لاهوته أقام جسده.
شهادة العهد القديم عن قيامة المسيح
نفهم من كورنثوس الأولي ص 51: 4 أن المسيح دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب أي كتب العهد القديم والآن تعالوا بنا إلي هذه الكتب لنري ذلك :
أولاً : قيام اسحق من علي المذبح
في تكوين 22 امتحن الله إبراهيم طالباً منه أن يأخذ ابنه وحيده إسحق ويصعده محرقة فبكر إبراهيم صباحاً وذهب إلي الموضع الذي قال له الله. وفي اليوم الثالث رفع عينيه وأبصر الموضع من بعيد وعندما أتيا كلاهما إلي الموضع بني المذبح ورتب الحطب وربط إسحق ابنه ووضعه علي المذبح فوق الحطب وعندما أخذ السكين ليذبح ابنه ناداه الرب من السماء لكي لا يفعل بإسحق شيئاً وهنا قـام إسحق من علي المذبح في مثال ورمز جميل لقيامة ربنا يسوع المسيح من الأموات في اليوم الثالث اقرأ عبرانيين 11: 17 ـ 19.
ثانياً : عصفورا التطهير
في لاويين 14 إذا رأي الكاهن أن الأبرص شفي وطهر من برصه يأمر أن يؤخذ لهذا الشخص عصفوران حيان يذبح أحدهما أما العصفور الثاني فيطلق ليطير علي وجه الصحراء بعد أن يغمس في دم العصفور المذبوح، فالعصفور الأول الذي ذُبح رمز للرب يسوع المسيح الذي مات لأجلنا أما العصفور الثاني فرمز رائع لقيامته من الأموات وفي يديه ورجليه وجنبه آثار الجروح.
ثالثاً : عيد الباكورة
كان للرب في العهد القديم أعياد نقرأ عنها في لاويين 23 نذكر منها عيد الباكورة وهو في غد السبت ( أي يوم الأحد وهو اليوم الذي قام فيه الرب من الأموات ) وكان عليهم في هذا اليوم أن يأتوا بباكورة الحصاد (أول الحصاد ومقدمته ) أمام الرب. وذلك رمز لقيامة المسيح الذي قام مقدمة لقيامة جميع المؤمنين به « المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه » (كورنثوس الأولي 15: 23).
رابعاً : عصا هرون التي أفرخت
عندما حدث نزاع بين بني إسرائيل من جهة من له حق القيام بالخدمة، أمر الله موسي أن يأخذ من كل سبط عصا ويكتب عليها اسم السبط، ثم يضع العصي في خيمة الاجتماع بعد أن يكتب اسم هرون علي عصا سبط لاوي، والرجل الذي يختاره الرب تفرخ عصاه، وفي الغد دخل موسي إلي خيمة الاجتماع وإذا عصا هرون قد أفرخت (أي أخرجت ورقاً) وازهرت وأثمرت، هذه العصا سبـق أن قطـعت وماتت رمـزاً للمسيح الـذي « قُطع من أرض الأحياء » (إشعياء 53: 8) ونقرأ في دانيال 9: 26 «.. يقطع المسيح .. » ولكن دبت في هذه العصا الحياة بعد الموت وهذا رمز للمسيح الذي قام من الأموات ... (اقرأ سفر العدد ص 17).
خامساً : يونان
قال الرب يسوع في متي 12: 40 «لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال »، كان لابد لإنقاذ الملاحين أن ينزل يونان إلي العمق في قلب البحر رمز لما تحمله الرب يسوع من دينونة رهيبة وآلام كثيرة، وكان لابد ليونان أن يبقي في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال رمزاً لوجود المسيح في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال
سادساً : داود
« سبق فرأي وتكلم عن قيامة المسيح» (أعمال الرسل 2: 31). وهذا واضح من مزمور 16: 10، 11 « لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يري فساداً تعرفني سبيل الحياة ... » وإن كان داود هو الذي نطق بهذه الكلمات لكن من أعمال الرسل 13: 36، 37 نفهم أنها لا تخص داود لكن تخص رب داود فعندما مات داود فإن جسده رأي فساداً مثل أي إنسان يموت أما المسيح الذي أقامه الله فلم ير فساداً علي الإطلاق. فكلمات مزمور 16 هي فعلاً كلمات المسيح للآب الذي لم يتركه في القبر لكن عرفه سبيل الحياة بالقيامة من الأموات. سابعاً : اشعياء أيضاً تكلم عن قيامة المسيح في أشعياء 35 بعد أن تكلم النبي عن موته وقبره (أشعياء 53: 9) تكلم أيضاً عن قيامته في القول « تطول أيامه » أي لابد أن يقوم وتطول أيام المسيح ويقول الرسول بولس في رومية 6:9 « عالمين أن المسيح بعدما أُقيم من الأموات لايموت أيضاً. لايسود عليه الموت بعد».