من الإباحية إلى الحرية المسيحية
في كتابها الشهير “الله غيَّر حياتي” كتبت ليندا سوزان بريمن المعروفة باسمها الفني (linda lovelace) “إن الله غيرني”. كانت ليندا ممثلة إباحية أمريكية مشهورة، لكنها أدانت بعد ذلك الإباحية، عندما أصبحت مسيحية حقيقية، بل وصارت متحدثة باسم الحركة المضادة للإباحية.
وُلِدَت ليندا في نيويورك، و كان أبيها أحد رجال الشرطة، أما أمها فقد قالت عنها: إنها كانت صارمة للغاية. انتقلت إلى فلوريدا في سن السادسة عشر، وكانت قد كتبت في سيرتها الذاتية بأنها فقدت عذريتها وأنجبت ابنًا عندما بلغت العشرين عامًا. ولكن أمها ارسلته للتبني، وقيل لها إنه سيتم رعايته حتى تكون مستعدة لتربيته. ولكنها عرفت فيما بعد أنها لن تراه مرة أخرى.
عادت إلى نيويورك للدراسة والعمل، ولكنها أصيبت في حادث سيارة عنيف عادت بعده إلى منزلها للعلاج. في هذه الأثناء تعرفت على “تشاك تراينور” فتزوجا. وقد كان رجلاً ساديًا (يتلذذ بتعذيب الآخرين)، أجبرها على العمل في الأفلام الإباحية. وقد حقَّقت أرباحًا قدرها ٦٠٠ مليون دولار عام ١٩٧٢. بعد ذلك بسنتين، تم القبض عليها لحيازتها الكوكايين. وخلال نفس السنة نشرت كتابين تدعم فيهم الإباحية.
وفي عام ١٩٧٦ اختيرت لتمثِّل فيلمًا جنسيًا بميزانية ضخمة. ووقَّعت على العقد فعلاً، ولكنها غيَّرت رأيها، ولم تَقُم بالتمثيل، وحلت أخرى محلها، وذلك عندما تعرفت على المسيح وقالت: إن الله غيَّر حياتي.
وفي عام ١٩٨٦ كتبت ليندا كتاب “الخروج من العبودية out of bondage”. وكانت تلقي محاضرات في الجامعات تشجب فيه العمل الإباحي، وكانت تُبدي ندمًا كبيرًا على ما فعلته قبل أن تلتقي بالمسيح، وتخبر الناس كيف أنه هو الذي غير حياتها.
عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة
يَقُولُ الرَّبُّ: «اِبْهَتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ هَذَا وَاقْشَعِرِّي وَتَحَيَّرِي جِدًّا... لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَارًا آبَارًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً» (إرميا٢: ١٢-١٣). لقد شربت المرأة السامرية (يوحنا٤) من آبار كثيرة نذكر منها:
أولاً: بئر الجنس
عندما التقى بها المسيح كشف لها تاريخها وماضيها إذ قال لها «لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ»، ثم أضاف «وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ». لا شك إننا نادرًا ما نلتقي بامرأة نظير السامرية، لكن ربما هناك الكثيرات مثلها، لكن لا نعرف عنهن شيئًا. أما الرب، فهو العليم بكل شيء. ربما كانت المرأة جميلة وجذابة، وليست كبيرة بل شابة، ولكن سيظل السؤال: هل ارتوت واكتفت؟ أم ظلَت عطشى؟ إن بئر الشهوة لا يروي الإنسان!
ثانيًا: بئر التقليد
لقد كانت السامرية تعرف الآباء وأقوالهم، وتردِّدها وتحفظها. وكم من شعوب يحفظون عن ظهر قلب أقوال الأجداد والسالفين، وأصبحت لهم عادات موروثة رغم أنها غير مدروسة، وهكذا صارت أقوال السلف تراثًا وإرثًا يتمسك به الخلف، دون أدنى تفكير أو مناقشة. هكذا فعلت السامرية، وهكذا يفعل من يخلطون الحق بالضلال. فهي إن كانت بئر يعقوب حقًا، وشرب منها هو وبنوه ومواشيه، لكن هل أعطاها للسامريين حقًا؟ وهل هو أبوهم أصلًا؛ فالتقليد يظهر جزءًا من الحقيقة وليس كل الحقيقة، بل والتقليد لا يظهر عظمة وأمجاد المسيح لذلك قالت للمسيح: «أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ»؟
ثالثًا: بئر الدين
لم تكتفِ السامرية ببئر التقليد بل كانت متدينة وتعرف ما يقوله اليهود، وما يقوله السامريون، وأصبحت محنَّكة في أمور الدين لدرجة أنها ناقشت المسيح قائلة: «وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ.. ونحن نقول». ورغم ذلك كله كانت المرأة يائسة، لقد تزوجت خمسة، ولأنها متدينة كانت تنتظر مجيء المسيا، وفي نفس الوقت الرجل السادس والذي ليس زوجها ينتظرها في البيت. فيا للمهزلة!
فالتدين لا يشبع ولا يروي. ألم نقرأ عن قايين أنه كان أول المتدينين لكنه كان قاتلاً. وهنا امرأة متدينة لكنها زانية وساقطة.
لقد غيَّر المسيح السامرية، تلك المرأة الغارقة في شهواتها، والمنطوية على ذاتها، التي كانت لا تريد أن يراها أحد، إلى إمراة شجاعة كما فعلت ليندا تتحدث إلى كل المدينة، وتشهد عن المسيح بأنه أخبرها بكل شيء، ومنحها الماء الحي، ونشلها من عالم سقيم ليس فيه ري.
لقد غيَّر المسيح أيضًا زكا (لوقا١٩) الذي كان يحب المال ويجمعه بكل الطرق الممكنة والغير ممكنة، حتى التقى بيسوع فوزَّع نصف أمواله للفقراء والمساكين ورد مَن سلبه ٤ أضعاف.
صديقي وصديقتي:
الرب الذي غيَّر السامرية، وزكا، وليندا، ما زال إلى اليوم يغيَّر الكثيرين، وينقلهم من الظلمة إلى نوره العجيب، فهل تعطِه الفرصة لكي يغيِّرك ويحررك؟!