محبة المسيح تخلب العقول | | فائقة المعرفة تسمو عن التعبير |
ليس لها عمق وارتفاع وطول | | عجيبة وسامية ليس لها نظير |
اتّجهت لنا رغم خطايانا | | لم يقفْ أمامها شرُّ البشرِ الكثير |
محبة حتى الدم وإلى المنتهى | | لها مديح الفمِ وحيرة التفكير |
لم تطلُب مطلقًا ما لنفسها | | بل كانت دائمًا مشغولةٌ بالغير |
لما أراد الله يجود من علاه | | ويظهر المحبة والعتق والتحرير |
أرسل لنا المسيح فمات كالذبيح | | بعد أن سار الدرب القاسي المرير |
حب جعل الغني، من به نغتني، | | يأتي لأرضنا ويعيش هنا فقير |
تخدمه النساء من أموالهن | | وهو الذي يعطينا من خيره الوفير |
ولم يكن له أين يسند رأسه | | مع أن الكل له كالخالق القدير |
فهو الرب الإله، وواهب الحياة | | أبو الأبدية والعجيب والمشير |
وعلى كل ذلك كان بالمحبة سالك | | وكم جال كثيرًا يشفي ويصنع الخير |
واحتمل الغضب عنا ذاك البار | | أما نحن الأشرار نلنا به التبرير |
قبل عنا الموت على صليب العار | | وبدمه الكريم حصلنا على التطهير |
محبة أنجزت وكم تكلَّفت | | بأن يموت ربى ليحيا به الشرير |
محبة سترت كثرة من الخطايا | | ولله تكفلت بديننا العسير |
محبة رفعتنا فوق كل الدنايا | | للسما أوصلتنا يا لعظم التغيير |
محبة إلهية شملت حتى الأعداء | | لنا فيها اقتداء وعلى نهجها نسير |
يا ليتنا نُقدّر محبة المسيح | | تشكره قلوبنا على فضله الكبير |
نهدي له حياتنا يشبع ويستريح | | صدى لمحبته وجوده الغزير |