وهنا نرى الطاعة. ذهبوا إليه تلبية لدعوته. وذهبوا إليه ليجلسوا معه. وأيضًا ليتسلموا مهمتهم ولسان حال كل منهم «يَارَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟».
٢. ليكونوا معه: وهنا نرى الشركة مع الرب والجلوس أمامه لنتعلمه أولاً كالمثال. ثم نتعلم منه أين نذهب، وماذا نقول وماذا نفعل. حتى يكون لعملنا أو قولنا التأثير على الآخرين. ولنا في إيليا النبي مثال عملي، عندما قال لآخاب ملك إسرائيل «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ»، ثم قال لعوبديا «حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه»؛ لذا كان لخدمته وكلماته القوة المبهرة والمؤثرة (إقرأ ١ملوك١٧، ١٨). وقد قال الرب عن الأنبياء الذين جروا من أنفسهم «وَلَوْ وَقَفُوا فِي مَجْلِسِي لأَخْبَرُوا شَعْبِي بِكَلاَمِي وَرَدُّوهُمْ عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيءِ وَعَنْ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ« (إرميا٢٣: ٢٢).
٣. المرسَل والروح القدس: أوصى الرب الرسل الذين اختارهم أن ينتظروا موعد الآب وقال لهم «كِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ» (أعمال١: ١-٨). وكما رأينا كيف كان الرب يسوع كإنسان منقادًا بالروح في تجربته وخدمته. فبالأولى نحن، فالروح هو الذي يرشدنا لكل شيء.
عزيزي القارئ، قَالَ الرب لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ» (متى٩: ٣٧-٣٨). هل لاحظت أن الحصاد يحتاج إلى فعلة يعملون لا إلى مرسلين يتكلمون؟ ليتنا جميعًا نقيّم ما نقوم به في كرم الرب بحسب مثالنا العظيم الرب يسوع. وبحسب تعليم الكتاب.