أنا شاب تعرفت بالرب منذ سنوات، لكنى أشعر دائماً بضيق شديد. لست أدرى ماذا أفعل؟ وهل هذا الشعور يعتبر دليل على عدم إيمانى؟
غالباً مايكون سبب الضيق الذى تشعر به دائماً والذى يجعلك تشك فى ايمانك، هو عدم رضاك عن نفسك سواء فكرت فى هذا، أو كان هذا شعوراً دفيناً فى عقلك الباطن يخرج على هيئة الضيق الذى تشكو منه. ربما تكون وضعت أمام عينيك مقياساً أو شكلاً معيناً للروحيات، ولم تستطع الوصول إليه. وكذلك ربما تبحث فى نفسك كثيراً عن أشياء تفرحك فتُصدم بوجود أشياء أخرى كثيرة لاترضى عنها. فيخرج هذا كله على هيئة شعور بالضيق.
أنت تسأل «ماذا أفعل» ؟
غيّر طريقة بحثك عن الفرح واعلم الآتى :
- أنك لن تجد، يوماً ما فى داخلك، حتى وأنت فى أفضل حالاتك الروحية، شيئاً يصلح لأن يكون مصدراً لأفراحك، فكف عن النظر كثيراً فى داخلك.
- إعلم أن الايمان فى حد ذاته لايعطى الفرح الدائم، ولكن فى بداية الايمان تكون هناك فترة فرح نظراً للتغيير الإلهى كما قيل عن الوزير الذى بشره فيلبس بالمسيح «ذهب فى طريقه فرحاً» (أعمال8: 39). لكن بعدها بفترة بسيطة يعقبها اكتشاف الشخص لِما فى داخل نفسه، ويصاحب هذا كثير من الضيق.
- حتى الممارسات الروحية والخدمة أحياناً تأخذ شكلاً روتينياً فلا تصلح مصدراً للفرح.
- الكتاب يعلمنا أن المسيح هو المصدر الوحيد لكل أنواع الفرح
«افرحوا فى الرب كل حين. وأقول أيضاً افرحوا» (فيلبى4: 4). من ينظر إلى المسيح دائماً يتمتع بالفرح كل حين، وفى اللحظة التى تتحول عيناه عن المسيح تتبدل أفراحه بشعور بالضيق.
ثم تسأل «هل هذا الشعور يعتبر دليل على عدم إيمانى؟»
الايمان هو عطية الله نتيجة لعمل إلهى داخلى فى كيان الشخص، من مجرد النعمة فقط، وهو غير مرتبط بأى نوع من المشاعر. ولا بأى شئ فى امكانيات الإنسان، ولأنه من مجرد النعمة فهو لايتأثر بشئ بالمرة، فهو لايزداد عندما أكون فرحاً، ولا يقل عندما أكون حزيناً. أنت تشك فى إيمانك لأنك تبنى إيمانك على حالتك، لكن لايوجد حالة أكون فيها أو ظرف أوجد فيه يؤثر على الإيمان، لأن الله الذى أعطاه هو قادر على حفظه «وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولايخطفها أحد من يدى ...» (يوحنا10: 29،28).