كان اللقاء الأول بيننا، عندما كنت شابًا في ثانوي، وما زلت أحتفظ بذكريات ذلك اللقاء. رأيتها لأول مرة في الصورة الأولى لها، في الحجم الصغير - مجلة نحو الهدف - أتذكَّر جيدًا شكل الغلاف عندما وقعت عينيَّ عليه لأول مرة، وكان عليه صور لكسوف الشمس. أيضًا أتذكَّر مقالات بعينها مثل: “عندما صمت البيانو” للدكتور زكريا استاورو، ومقالة بعنوان “ورد النيل” للأخ عصام خليل. وأتذكَّر مواضيع “بيني وبينك”؛ حديث الشيخ مع صديقه الشاب، وكم كان شيقًا ومفيدًا بما فيه من نصائح غالية وثمينة جدًا لمن يريد أن يعرف الرب ويسير معه باقي الطريق.
بعد ذلك كنت أقرأ الأعداد بغير انتظام؛ نظرًا لعدم وصول المجلة ليدي لأسباب عديدة، ولكن في كل عدد وقع بين يدي كانت هناك استفادة كبيرة منه.
تمر الأيام وتتعمق علاقتي بنحو الهدف لا لكي أكون مجرد قارئ عادي لها، لكن أساعد في أن تصل المجلة لكل المشتركين فيها، وهذا أمر أنا سعيد به، وأشكر الله لأجله.
ولنحو الهدف جزء كبير من بنياني الروحي، وذلك من خلال مراجعتي للمقالات، في أوقات كثيرة كانت مقالات بعينها، سبب تعزية كبيرة لي، وكلمني الرب من خلالها.
ولم يكن لنحو الهدف فضل في حياتي الروحية فقط، ولكن في حياتي العملية أيضًا، فقد تعلمت من خلال مراجعة المقالات، فعند مراجعتي للمقالة وهي مكتوبةword مرة واحدة أجدها غير كافية لتصحيح كل الأخطاء اللغوية وأحيانًا الشواهد الكتابية، فهناك مقالات تحتاج مراجعة ثلاث مرات لتكون سليمة. تعلَّمت أن نظرة واحدة غير كافية للحكم في أي أمر، فأنظر فيه بدقة أكثر من مرة لأستطيع أن أصل إلى قرار صائب في النهاية.
وأيضًا من خلال نحو الهدف عرفت كُتّاب أفاضل، لم ألتقِ بهم وجهًا لوجه، لكن التقيت بهم عبر صفحات نحو الهدف من خلال مقالاتهم المفيدة.
أتمنى من كل قلبي أن تُكمل نحو الهدف مسيرتها نحو الهدف الذي خرجت للنور من أجله، وتكون سبب بركة لكل من تقع عينيه على صفحاتها.