مثل شهير بالعامية المصرية. و“القُطّ” هو مذكر قطة، أما “الكَرَار” فهو المخزن الذي توضع فيه المواد الغذائية. فكان المعتاد قديمًا أن المواد الأساسية مثل القمح والأرز والجبن والسمن وغيرها تُشترى في موسمها السنوي، ولاستخدامها باقي السنة يتم تخزينها في مكان مخصَّص، غالبًا ما يكون أسفل المنزل وله شروط خاصة من تهوية وبرودة حتى يضمن بقاء المواد الغذائية في حالة قابلة للاستخدام. ولأهمية ما في هذا الكرار، وخوفًا من اللصوص أو الحيوانات المتطفلة، كان يُغلق جيدًا بباب محكم القفل يكون مفتاحه مع أحد المسؤولين عن البيت يكون مستأمنًا؛ لأن في يده كل مصادر البيت لمدة سنة حتى لا تكون سنة قحط. وبالطبع إن كان مع القط (مجازيًا) مفتاح الكرار، فسيستهلك مما فيه الكثير ولا يُبقي إلا القليل لأهل البيت.
والمثل يُقال، في شكلٍ تهكمي، عمن يسيء اختيار من يضع في يده الأمور الحساسة والهامة في حياته، أو من يضع الهام عنده في يد من يجب أن يحمي نفسه منه. فليس من العقل أن يضعوا خزانة النقود في يد لص مثلاً.
والحقيقة أننا نضع المفتاح في يد القط كثيرًا في حياتنا.
فقد نسلِّم “قط” ممارسات معينة (كمواقع التواصل الاجتماعي) مفتاح كرار وقتنا، فيستنزفه ويضيِّعه وهو أغلى ما يكون. ووقتنا هو عمرنا وهو لا يعود مرة أخرى.
وقد نسلِّم “قط” رغبات معينة، أو شهوات ما، مفتاح كرار طاقاتنا وإمكانياتنا فيضيّع منها ما يضيع.
وهكذا قطط كثيرة قد نسلمها مفتاح كرار صحتنا أو ممتلكاتنا أو طهارتنا...
والقط الأكبر الذي يمسك بكرار حياة كثيرين هو الشيطان القاسي (أمثال٥: ٧-٩) الذي يعمي أذهانهم (٢كورنثوس٤: ٤) بعادات وملذات ومشاغل وأفكار، فيستهلك عمرهم في البُعد عن الله حتى تنتهي الحياة في الخطية فيذهبون إلى جُهنم.
والمأساة الكبرى أن بعض المؤمنين يرضون أن يسلموه مفتاح الكرار، فيا للعجب!!
صديقي احذر من أن تضع مفتاح من مفاتيح حياتك في يد قطٍ يهدرها.
تعال سلِّم كل مقادير أمورك ليد الرب، مكرِّسًا الكل له، فتربح أجمل حياة.