مثل مصري عامي. و”الترقيع“ هو خياطة قطعة قماش على قَطْع في ثوب، و”البالي“ هو القديم الممزق. أي أن معنى المثل: ماذا يمكن أن تغير قطعة جديدة من القماش في حقيقة أن الثوب قديم؟ ويقال هذا المثل عند محاولة شخص عمل شيء للتظاهر أمام الناس بما يُحسِّن شكله بينما صفاته أو شخصيته رديئة بلا تغيير ومكشوفة.
والحقيقة أن محاولة تحسين المظهر، بغضِّ النظر عن الجوهر، هي دأب الإنسان منذ بداية تاريخه. فأوراق التين التي خاطها أبوانا الأولان، آدم وحواء، كانت محاولة لترقيع ثوب البراءة الذي تمزق من عليهما؛ فلم يُعيد البراءة بل زاد الخزي خوفًا (تكوين٣)! وكذلك تقدمة قايين من أفضل ثمار أرضه (تكوين٤) كانت ترقيعًا لم يفلح في ستر ثوبه المهلهل الذي كان الله يرى من خلاله أنه «مِنَ الشِّرِّيرِ» (١يوحنا٣: ١٢). بل حتى إن صلاة الفريسي في الهيكل كانت محاولة لترقيع ثوبه بينما حكم الرب عليه أنه عاد إلى بيته غير مبرر (لوقا١٨: ١٠). وإلى النهاية ستظل محاولات الإنسان تحسين ثوبه البالي أمام الله فاشلة. ولماذا تحاول ذلك والحل عند الله موجود؟! حل جذري بلا ترقيع.
في مثل الابن الضال، بعد أن عاد إلى عقله ورجع لأبيه، لم يرقِّع الأب ثوب ابنه ولا طلب منه ذلك. ولك أن تتخيل ثوب من عاشر الخنازير! بل لقد ألبسه حُلّة جديدة ممتازة تليق ببيت أبيه. وهكذا كل راجع إلى الله بتوبة حقيقية بالإيمان بكفاية عمل المسيح على الصليب، يمكنه أن يرنِّم مع من قال «فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ» (إشعياء٦١: ١٠). هذه هي الثياب التي تليق بالله وبسكان السماء.
أيضًا حاول شاول الملك ترقيع ثوبه الذي تهرأ بسبب عصيانه، مرة بادعاء أنه تمم قول الرب، ومرة بتبرير ما فعل بأنه من أجل تقديم ذبائح للرب، وأخرى بلصق التهم بالآخرين، ولم يفلح كل ذلك (١صموئيل١٦). بينما ستر الله داود عندما تاب توبة حقيقية إلى الرب (٢صموئيل ١٢: ١٣؛ مزمور٥١).
ليس من العقل أن ترقِّع ثوبك والله يعرض عليك ثوبًا جديدًا مجيدًا إن أنت أتيت إليه!! فليتك تفعل!