إصلاح الحياة الممزقة


من سلسلة: بأقلام القراء

رفع الجميع نظرهم وحدقوا بي😳، فالآن لن يبقى الأمر سرًا، الفضيحة أصبحت على مرآى ومسمع الجميع، فالجميع يعلم بحالي الآن.

أسير بخطوات بطيئة، لم تعد قدمي قادرة على حملي، لكن ذلك لم يرُق لهم، أخذوا يجرونني، فهم يريدوا أن يصلوا إلى مقصدهم، متجهين بسرعة نحو يسوع.

لا أعلم لماذا يذهبوا إليه؟

قد حسموا أمري، فهم يعلموا تمامًا ماذا يكون مصير امرأة مثلي لأنهم على دراية تامة بالناموس.

وجدتُ نفسي في الوسط والجميع يلتف حولي وكأن مسرحية تُعرض ولكن للأسف مسرحية هزلية.

أحسستُ بحرارة تدفق إلى وجهي وأبقيت رأسي منخفضة، فما أنا لأرفعها أمام رجال الدين، أمام الكتبة والفريسين!

وحتى لو تملكتني الجرأة وتجاسرت أن ارفع وجهي، فماذا كنت أرى إلا نظرات الكره والاشمئزاز؟ 🙃

فإذا كان ذلك حقًا يتعبهم إلى هذه الدرجة لماذا لا يديرون ظهورهم وينصرفوا، لماذا وضعوني في المنتصف وأحاطوا بي وظلوا شاخصين إليّ هكذا؟

سمعت كلماتهم كسهام تخترق قلبي: مثل هذه تُرجم

جف حلقي وغاص قلبي في هوة عميقة، كدتُ أفقد عقلي،

بالتأكيد لن يتحمل جسمي الصغير قساوتهم وقساوة حجارتهم،

وبالرغم من أنهم عزموا النية إلا أنهم طلبوا رأي يسوع، لا أعلم ماذا يكون رأي ذلك الشخص فأنا لم أتعامل معه من قبل ولكن يبدو أن رأيه مهم؛

فما يحكم به هم على أتم استعداد لينفذوه،

كان مستقبلي كله يعتمد على هذا الرجل وتمنيت أن يكون عقابه أخف وطأة من الرجم.

فأنا لستُ قوية لأرجم مرتين في نفس الساعة، حيث رجمت نظراتهم كل إحساس بداخلي😐

وجدتُ كلامٌ يُكتَب على الأرض، قرأته لكنني لا أستطيع أن أقرأ وجوههم وقتها، فرفْعُ وجهي أصبح حلمًا بعيد المنال.

ولكن بعدها وجدتُ الواحد منهم تلو الأخر يغادر المكان، وسمعت صوتًا قريبًا جدًا مني يخاطبني،

من الواضح أنه يسوع، لا أعلم لماذا لم يتركني كالباقين، لماذا يبقى؟ وكيف يريد أن يتحدث معي، فأنا غير مستحقة لأن ينظر أحد إليّ؟

لا أعرف ماذا أفعل؛ فهل يحق لي أن أرفع وجهي وأتحدث معه؟ ولكن من الواضح أنه يريد ذلك حقًا، فعليّ أن أتجاوب معه فلولاه لكنتُ في تعداد الموتى الآن،

تحدثتُ معه، كلماته كانت مختلفة أشعرتني بالقيمة وصوته كان مليء بالدفئ،

عندما أخطأت في الفرصة الأولى لم يرفضني وأعطاني فرصة ثانية.

من دقائق كانت حياتي متوقفة عليه وكان هو جدير بالثقة ليحافظ عليها، 🙂

تمنيتُ أن يخفف عقابي أما هو فأستغنى عنه،

لم أرَ منه نظرة جارحة وكل ما شعرت به في حضوره هو الحب والأمان، جعلني أذهب في هدوء دون أن يمسني أي سوء ❤

لقد غفر لي.. سامحني.. طهرني..

وعرفتُ بعدها أنه دفع كل ديني على الصليب، ما أروعه وما أجمله!!

ومن وقتها اختبرت من هو يسوع

فيسوع الوحيد القادر على إصلاح الحياة الممزقة

ناردين نادي لويز – عين شمس