في قعدة صفا مع نفسي كده وأنا براجع أفكاري وإيه الحاجات اللي دخلت مخي النهاردة، وإيه اللي شاغل بالي.. اتفاجئت بحاجة اكتشفت إني بشوفها كتير يوميًا من غير ما أخد بالي، واعتقد إنكم ممكن تكونوا بتشوفوها كتير زيي “مشاكل الناس!”
بعد دخول التكنولوجيا الرهيب لحياتنا: فيس بوك وواتساب وغيره، لقيت إني يوميًا، ومن غير ما أنزل الشارع حتى أو الشغل، باتفرج على المشاكل، ده طبعًا غير المشاكل اللي بتواجهني أنا شخصيًا!
على الجروبات مشاكل أشكال وأصناف، معظمها بسبب العلاقات سواء بين متجوزين أو أخوات أو.. أو...
أنا شخصيًا لا أؤمن بإني لو أنا محتارة في مشكلة - في علاقة بالذات - أروح اكتبها عالسوشيال ميديا وأسمع الآراء سعيًا في إني أحلها، ولا إني حتى أشارك في كتابة حلول للي مشارك مشكلته، لأني عارفة إن حل مشاكل العلاقات مش بالبساطة دي!
مش باحب، أو مش باعرف، أقعد مكان القاضي وأقول مين الصح ومين اللي غلط، ولا باحب ألبس قبّعة الخبير وأقول العلاقات دي حلها كذا وكذا. مش باحب ده كله لأني عارفة إن كل حد فينا غير التاني، وإن مش معنى إن حاجة نفعت قبل كده إنها بالضرورة تنفع مع غيري!
وكمان لأني عارفة قد إيه المشاكل اللي بين طرفين أو أكتر معقدة وصعبة، لأن المسؤولين عن حلها الأطراف كلها مش اللي اشتكى بس!
بس ده بيخليني أقف أفكر كتير بيني وبين نفسي: يا ترى المشكلة دي ممكن تتحل ازاي؟! ولو أنا مكان اللي كاتب مشكلته دي هتصرف إزاي؟!
الكلام اللي جاي ده هو الخلاصة اللي أنا مرتاحة عليها حاليًا، بشوف إنه بداية حل أي مشكلة علاقاتية هو إني أبص لجوة!
مقصدش إنى أعمل زي الدكتور النفساني وأقعد أحلل من مخي يا ترى اللي قدامي ده بيتصرف كده ليه؛ لأن جايز جدًا كل تحاليلي تطلع من وحي خيالي!
لكن أقصد بالبص لجوه إن يكون عندي عيون يسوع، الرب يسوع أحلى مثال بيعلمني إزاي أعرف أبص للي قدامي من جوه ومتخضش من اللي بره. أوقات كتير كنت بقول (حافظة مش فاهمة) لأن الرب يسوع بيحب راح للسامرية، لأنه بيحب كان بيستحمل ضعف التلاميذ، لأنه بيحب كان مع زكا وفي صف العشار، ومخلاش اليهود يرجموا المرأة اللي أمسكت في ذات الفعل، لكن مكنتش عارفة ازاي بيعملها؟
كنت بصلي وباطلب إني أعرف أحب زيه. أوقات كنت باعصر على روحي ليمونة واستحمل، بس أنا كده ممكن أكون باكبت مش بحتمل، والكبت عواقبه وخيمة وممكن يؤدي للانفجار. وأعتقد إن ده مش حل!
لحد ما ابتدأ الله يكشف لي حُبه، وإزاي أحب. وما زلت باتعلم. عشان أحب وأعرف أبص جوه اللي قدامي محتاج أطلع من نفسي الأول وده مش سهل أبدًا.
تخيل معايا، أنت بتحكي مع زميلك عن وجهة نظرك في أمر ما، لقيت زميلك اتنرفز وابتدي يهاجمك!
عشان تبص لجوه زميلك محتاج تخرج الأول من انفعالك وخضتك من هجومه. وبدل ما تدور إزاي هترد له الضربة أو حتى تدافع عن نفسك، تدخل جواه وتحط نفسك مكانه!
صعبة مش كده؟
فعل المحبة هو إني أُخلي نفسي أخذًا مكان اللي قدامي بالظبط، زي ما الرب يسوع ليه كل المجد عمل.
صار جسدًا وحل بيننا، حس بألمنا، أتعرض للأوجاع اللي بنواجهها بل أكتر، سواء جسديًا: بدءًا من الجوع والعطش حتى أهولهم في الصلب. آلآم نفسية: من رفض وحسد وكذب وإهانة وافتراء عليه بالظلم. وكل ده فارق في علاقتنا بالله، إنه فيما هو قد تألم مجربًا قادر يعينني، ويعينك في تجاربنا.
إني أحط نفسي مكان اللي بيؤذيني وأحس بأحاسيسه وأبص من وجهة نظره، ده بيساعدني أعرف آخد مسار مختلف في حل مشاكلي. وبدل ما بيبقى كل همي إني أحمي نفسي وبس، بلاقيني خرجت بره ذاتي وعبرت للآخر، فباعرف أقدّر الضعف، أرفق على الجهل، باعرف اتحط على سكة أصحاح المحبة في كورنثوس الأولى١٣.
بصة الرب يسوع تخترق الهيصة اللي من بره وبتوصل لعمق الاحتياج جوة.
اخترقت قبح البرص وطلب الأبرص إنه يتشفي، ووصلت لاحتياج الأبرص الأعمق في إنه يتلمس؛ فلمسه وبعدها شفاه في لوقا٥: ١٣.
اخترقت كسفة بطرس من نفسه لما أنكره، ووصلت لاحتياجه العميق بإنه مش محتاج يثبت إنه أكتر واحد بيحب الرب عشان الرب يحبه، لكنه محبوب أيًا كانت حالته، وبعد كل اللي عمله ما زال الله عاوز يعمل بيه عمل عظيم فوكله مسؤولية الرعاية في يوحنا٢١: ١٥-١٧.
اخترقت خزي المرأة نازفة الدم في مجتمع يا ما جرَّحها بنفوره منها بسبب مرضها، ووقف وسط الجمع كله ورفع راسها بإن إيمانها شفاها في لوقا٨: ٤٨.
اخترقت عنف اللي صلبوه وطلبت الغفران ليهم لأنه كان عارف انهم لا يعلمون ماذا يفعلون.
اخترقت وما زالت بتخترق جهلي بمقدار غلاوتي عنده، اللي بيبان في ضعفي وقلة تقديري لنفسي وبتوصل لجوايا تشجعني وتهمس ليا بهمس النعمة فيرد نفسي.
معجزات بتحصل لما بنتشاف من جوه.
يا ترى دنيتنا هيبقى شكلها إيه لو شوفنا بعض بعنين يسوع؟