حوار مع قلبي


من سلسلة: بأقلام القراء

أيَا قلبي لما أنت بكئيبِ؟

أتحبُ الحزنَ أم مغرمٌ بالنحيبِ؟

أم هل عاديتَ يومًا الفرحَ؟

أم هل كان بينك وبين البهجةِ سوءُ النصيبِ؟

فلمَ؟... فلمَ يقفزْ الدمعُ من عينيكَ؟

فلمَ؟... فلمَ أرى القيدَ يحيطُ قدميكَ؟

أسألُك وكأني لا أعرفْ إجابتَكَ!

أسألُك وكأني جاهلٌ بحالتِكَ!

فأنت يا صديقي عن الحريةِ معزولٌ!

وأنت للقيدِ عبدٌ، خادمٌ ومذلولٌ!

فنظرَ لي قلبي بعينيه الدامعتينِ

ونبراتُ صوتهِ الحزينة تنعتني بنعتينِ

نعتني بالقسوةـ فنعتُهُ بالجموحْ

كيف يريدُ الفرحة وهو بعيدٌ عن المجروحْ!

فنعتني بالثاني، واتهمني بالإهمالِ

فقلت: أتريد الحرية بعيدًا عن المسيحِ؟

هذا بمحالِ!

فسمعتُ صوتَهُ يعلو بالبكاءْ

وسألني: كيف يتخلصُ من هذا البلاءْ؟!

فقلت له: اذهبْ إلى المسيحِ راعي الخرافْ.

اجعلْ من نفسِكَ عجينةً بين يدّي أعظمِ خزافْ

اجعلْ من حياتِكَ لوحةً يتفننُ فيها كما يشاءْ

اجعلْ من مستقبلِكَ صفحةً يخطُها إلى الانتهاءْ

صدقني! سيجعلُ من دمعتِكَ ضحكةْ

يترددُ صداها في كلِ الأجواءْ

ارجعْ يا صديقي إلى مَن سُفك دمهُ فداءً لدماكْ

ارجعْ يا صديقي لمَن طُعن جنبُهُ فداءً لخطاياكْ

صدقني! ستغدو سعيدًا، سيدًا، حرًا!

لا تُحاطُ أبدًا بِغِلٍّ قدماكْ

ساهر فؤاد حكيم –

محرم – ديرمواس