السيستم وقع: كلمة نسمعها كثيرًا هذه الأيام في المصالح والمؤسسات الحكومية وغيرها، والتي تعتمد على برامج الإنترنت في إدارة شؤونها. والسيستم هو برنامج التشغيل الأساسي للحاسب الآلي ليجعله يتقبل البرامج والبيانات ولربطه بالحواسب الأخرى عن طريق شبكة المعلومات “الإنترنت”.
ومن عبارة “السيستم وقع” يكون من بين افتراضات المتخصصين أنه دخل “هاكر” (لصوص البرامج لإفسادها) على السيستم، وجعله يعمل بطريقة عشوائية لا تؤدي الغرض، أو لسرقة المعلومات الهامة، أو إدخال فيروس (برنامج خبيث) لتعطيل برامج التشغيل، أو لزيادة الأحمال فتصير السرعة بطيئة جدًا ومُمِلَّة.
وهذا يذكرنا بالسيستم العالمي الذي وضعه الله للخليقة لكي تعمل فوضع لها سيستم (كبرنامج تشغيل windows) في الأصحاح الأول من سفر التكوين، إذ جعل آدم سيدًا على كل الخليقة، والخليقة كلها تخضع له كما هو مكتوب «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ. وَقَالَ اللهُ: إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا. وَكَانَ كَذلِكَ» (تكوين١: ٢٨-٣٠).
وظل السيستم شغال في ص١ وص٢ ولكن سرعان ما دخل هاكر في ص٣، في صورة الحية القديمة، وضرب السيسيتم. والهاكر يدخل بطريقة متخفية في صورة إعلان براق عن منتج معين، ويضع أمامك الرابط الخاص بالإعلان، وعندما تدخل على هذا الرابط يكون متربصًا بك لسرقة معلوماتك أو ليُـدخـِل لك فيروس لتعطيل تشغيل البرنامج أو يجعله يعمل بطريقة عشوائية غير خاضعة لقواعد تشغيل البرنامج.
وقد كان؛ فدخلت الحية بإعلان براق إلى حواء قائلة لها «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ» (تكوين٣: ٥-٦). وهنا بدون تردد أسرعت حواء ودخلت على اللينك (الرابط المؤدي للموقع) ويقول الكتاب «فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ». وكانت النتيجة «فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ» (تكوين٣: ٦-٧).
لقد كان السيستم يعمل بانتظام وفق القواعد التشغيل الإلهية التي وضعها له أعظم مبرمج، وهو الله، ولكن الحال لم يدم طويلاً فقد عمل السيستم بانتظام في ص١ وص٢، ولكن سرعان ما دخل هاكر في ص٣ وقع السيستم؛ وكلما تضغط على ماوس الحياة ضغطتين في الجانب الأيسر (بلغة الكومبيوتر Lift click)، تجد أمورًا غريبة، فتـُفتـًح لك نافذة جديدة ترى أيقونات غريبة لملفات لم تكن في الحسبان، مثل: أيقونة الموت، وأيقونة اللعنة، وأيقونة الشوك والحسك.
ص٤ ظهرت أيقونة القتل والاختراعات وتعدُّد الزوجات.
ص٥ كلها أيقوانات تفوح منها رائحة الموت.
ص٦ أيقونة الفوضى والعشوائية وشريعة الغاب.
فالصورة الجميلة التي خُلِق عليها الإنسان، وهي صورة الله، أمست مُشَوَّهة، بل الكون كله أمسى مُشَوّهـًا، والأرضُ لُعِنَت وباتت تُنبتُ شوكـًا وحسَكـًا، وصارت الحيوانات تتمرد على الإنسان، وأمسى الإنسان في ظلمة أخلاقية حالكة، تحكمه شريعة الغاب لا شريعة الله. ولم يكتفِ الإنسان في كسر القانون الإلهي بأن اتخذ له زوجتين بدل واحدة، ولكن الشيطان (الهاكر) جهز له عروض مغرية فيما بعد، بأن من يأخذ أكثر من زوجة يعطيه فوقها سريتها هدية له: فوصل تعدد الزوجات في بعض الحالات إلى سبعمائة زوجة وثلاثمائة سرية (١ملوك١١: ٣).
وفي النهاية عندما تضغط على ماوس الحياة ضغطة في الجانب الأيمن (Right click) تنفتح لك قائمة منسدلة من البيانات آخرها الخواص (Properties) فتدخل في بيانات الخواص تجد الآتي:
الخواص properties:
«قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: لَيْسَ إِلهٌ. فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا. اَلرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ، لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟ الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ» (مزمور١٤: ١–٣).
«لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ اللهِ فِي الأَرْضِ. لَعْنٌ وَكَذِبٌ وَقَتْلٌ وَسِرْقَةٌ وَفِسْقٌ. يَعْتَنِفُونَ، وَدِمَاءٌ تَلْحَقُ دِمَاءً» (هوشع٤: ١-٢).
«أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ. وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً. أَرْجُلُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسُحْقٌ. وَطَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ. لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ» (رومية٣: ١٠-١٨).
كل هذه سمات السيستم بعدما وقع.
ولكن هل من أمل؟
نعم يوجد أمل، تقدر تنزل نسخة جديدة لـWindows جديد.. دي تلاقيها فييييين؟
تلاقيها في ٢كورنثوس٥: ١٧ «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا».
تعال للرب يسوع ينزلك نسخة جديدة
وفي وقت النهاية هتنزل نسخة جديدة للعالم كله، وتكون سماء جديدة وأرض جديدة يسكن فيها البر (٢بطرس٣: ١٣؛ رؤيا٢١: ١).