مثل عامي مصري شهير. ولتوضيحه نقول: “القربة” هي وعاء، أو كيس، من جلود الحيوانات يُستخدم في نقل الماء وحفظه في درجات حرارة مناسبة؛ لذا كان يستعمله المسافرون قديمًا، أو من يسكنون بعيدًا عن مصادر الماء. “بيشيل” أي يحمل، “بتخر” أي تنقط المياه، “دماغه” أي رأسه. هكذا يتضح المعنى المباشر للمثل.
ويُقال المثل ليوضِّح مسؤولية الإنسان عن قراراته ونتائج تصرفات. فإن قصَّرت في دراستك؛ فلا بد أن تتجرع أنت الفشل. وإن اخترت التدخين؛ فرئتك أنت ستتأذى وصحتك.
وبهذا المعنى وبشكل أقوى بكثير قال الحكيم في سفر الأمثال: «أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟ أَوَ يَمْشِي إِنْسَانٌ عَلَى الْجَمْرِ وَلاَ تَكْتَوِي رِجْلاَهُ؟» سؤالان استنكاريان معروفا الإجابات. الكثير من الأمور التي نعرف ضررها أو نسمع عنه ندرجها تحت هذه الأسئلة.
لكن من الضروري أن ألفت النظر إلى باقي كلام الحكيم الذي يستدرك بالقول «هكَذَا مَنْ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَةِ صَاحِبِهِ. كُلُّ مَنْ يَمَسُّهَا لاَ يَكُونُ بَرِيئًا» (أمثال٦: ٢٧-٢٩)، وإذا أضفنا له قول الرب نفسه «إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ» (متى٥: ٢٨)؛ نضع كل قائمة الخطايا هذه من: زنا وشهوة، وعلاقات غير بريئة، مباشرة، أو عبر التواصل الاجتماعي، ودخول المواقع إباحية، وما شابه؛ لا بد وأن نعتبرها قربة مخرومة ونارًا في الحضن وجمرًا في المسير. ولنتحذر، فعواقبها وخيمة على الروح والنفس والسمعة بل والجسد نفسه.
يبقى القول راسخًا: «لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً» (غلاطية٦: ٧-٨).
صديقي.. من حقك أن تختار الطريق الذي تسير فيه لكن لا يمكنك أن تغيِّر نتيجته؛ لا بد وأن تقبل تبعاته. أليس من الحكمة إذًا أن نبتعد عن القربة المخرومة؟!
دقِّق في اختياراتك!