مثل شعبي مصري شهير، فيه شخصية رمزية “عبد المعين” لجأ إليها قائل المثل للمعونة فوجده يحتاج لمن يعينه! واسم الشخصية الرمزية لافت للنظر فهو “عبد” المعين. في إشارة إلى أن الله هو المعين الحقيقي؛ فلماذا تلجأ لعبده بدلاً من أن تلجأ إليه؟!
وفي كلمة الله الكثير مما يحرِّضنا أن نتكل على “المعين” لا “عبده”. واحد من أشهرها هو مزمور ١٤٦ إذ يقول: «لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ (من هم في مركز قوة أو المشاهير)، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ (عامة؛ والسبب:) حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. (ويكتفي بسبب هام لهذه النصيحة) تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ (هذا هو الإنسان مهما كان شأنه). فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارُهُ (كل نصائحه وخططه وقوته وإمكانياته...). (في المقابل) طُوبَى لِمَنْ إِلهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ، (لأنه هو) الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، الْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا. الْحَافِظِ الأَمَانَةَ إِلَى الأَبَدِ. الْمُجْرِي حُكْمًا لِلْمَظْلُومِينَ، الْمُعْطِي خُبْزًا لِلْجِيَاعِ. الرَّبُّ يُطْلِقُ الأَسْرَى. الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ. الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِينَ. الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ. الرَّبُّ يَحْفَظُ الْغُرَبَاءَ. يَعْضُدُ الْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَيُعَوِّجُهُ». إله بهذه الإمكانيات في مقابل إنسان مائت؛ فمن تختار؟!
ولا يفوتني التلميح لجمال التعبير “إله يعقوب” إنه الإله الذي استطاع أن يسير مع يعقوب، بكل عيوبه ونقصاته، فأخرج منه أروع قصة، وهو لا زال يفعل مع كل يعقوب منا. حقًا لاق بمن اختبروا أن يرنموا «اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ» (مزمور٤٦: ١-٢).
أما عن كيف نفعل هذا يقول المرنم: «إِنَّمَا ِللهِ انْتَظِرِي يَا نَفْسِي، لأَنَّ مِنْ قِبَلِهِ رَجَائِي. إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. عَلَى اللهِ خَلاَصِي وَمَجْدِي، صَخْرَةُ قُوَّتِي مُحْتَمَايَ فِي اللهِ. تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ يَا قَوْمُ. اسْكُبُوا قُدَّامَهُ قُلُوبَكُمْ. اَللهُ مَلْجَأٌ لَنَا» (مزمور٦٢: ٥-٨)؛ لنسكب كل ما في قلوبنا بكل تفاصيله في محضره واثقين في محبته وحكمته وقدرته، ولنتعلم الصبر ونحن “تنتظر” الرب متدخلاً في إمورنا.
اسكب! اصبر!