من يذهب إلى البيت الأبيض؟ هل سيفوز الرئيس الحالي دونالد ترامب بمُدة رئاسية أخرى للولايات المتحدة الأمريكية؟ هل سيفوز بايدن؟ بايدن هو الأقرب بالفوز بالسباق الرئاسي. كل هذه الأسئلة ومثلها كثير كانت موضوع اهتمام الرأي العام العالمي في هذه الأيام؛ فالآن (وقت كتابة المقال) تتم الانتخابات في الولايات المتحدة بين مرشحين هما ترامب وبايدن. لاحظت أن الأمر موضوع مشغولية كبيرة للجميع على شاشات التلفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مقدمين لنا ما حصل عليه كل مرشح من أصوات في كل ولاية على حدة، وتفاصيل العملية الانتخابية الكثيرة.
فكرت في اهتمام الناس بالانتخابات ومتابعتها بهذه الدرجة من الأهمية، وهذا حقهم فمن حق كل إنسان أن يختار المرشح الذي يظن أنه سينعم تحت رايته بالحرية والرخاء. لكن ما أود مشاركتك به عزيزي القارئ هو اختيار أهم من انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، اختيار أهم بكثير من “من سيحكم أمريكا” و“من سيذهب للبيت الأبيض”. أمر أكثر أهمية وخطورة، وهو من تختار ليملك على حياتك ليكون السيد الذي تخدمه؟ لمن تعطي ولاءك وحياتك ليقودها؟ هل تختار الله، أم ذاتك، أم الشيطان؟ حول هذا الأمر دعني أشاركك بعض الأفكار البسيطة التي أصلي أن تكون سبب تغيير في حياتك.
إذا أردت أن تكون أنت سيد حياتك ولا تحتاج لله؛ فهل تعلم أن الإنسان ضعيف ولا قدرة له (متى٦: ٢٧)، كما أن أيامه قليلة ومحدودة (أيوب١٤: ١، ٥)، ولا يعلم ماذا يلده له الغد (يعقوب٤: ١٤). لم يُخلق الإنسان ليكون هو مركز الحياة، ولتدور الأمور حوله؛ فكيف يكون الجزء هو المحور الذي يدور حوله الكل؟! لكن هناك مركز قوي ويستحق أن يكون المركز وهو الله.
وإن لم تختر الله أو ذاتك؛ سيكون الشيطان هو من يملك عرش قلبك. وما يفعله الشيطان في تابعيه أمور في منتهى القسوة والبشاعة منها «ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ... لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا٨: ٤٤)، «السَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ» (يوحنا١٠: ١٠)، «إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ» (٢كورنثوس٤: ٤). وهناك ما هو أكثر يفعله الشيطان بمن يتبعونه، لضيق المساحة لا أستطيع ذكر كل شيء؛ وما هو أخطر من القتل والسرقة والذبح والهلاك والعمى؟!! أرجو أن تستفيق من النوم العميق لترى الحقيقة وهي محبة المسيح لك.
أما المسيح فماذا فعل؟ وما يحصل عليه من يسيرون خلفه ويتوِّجونه سيدًا وربًا على حياتهم؟
ستجد المعنى لحياتك: «وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا١٠: ١٠). بدل التيهان والتشتت، ستختبر المعنى الحقيقي للحياة وأنت تحيا في مشيئة الله لحياتك، وتختبر إرشاده لك في كل الأمور (مزمور٣٢: ٨).
المسيح هو أكثر شخص يحبك ومات لأجلك «وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية٥: ٨). فالناس تحب الشخص الجيد، ولكن من يحب الخاطئ الشرير؟ يا للعجب!! أحبه المسيح، فهو أحبك ومات لأجلك.
بدم المسيح تُغفر كل خطاياك «وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (١يوحنا١: ٧). فأنت لا تحتاج أن تفعل شيء لغفران خطاياك، أو تدفع أموال، أو تصوم، أو تذهب إلى أماكن يقولون عنها إنها مقدسة، أو تضطر لفعل أشياء يمليها عليك الناس. لا عليك سوى أن تعترف بخطاياك «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (١يوحنا١: ٩). وعندما تعترف يغفر لك الله خطاياك التي أرهقت نفسك وروحك وجسدك، يغفر على أساس دم المسيح الثمين.
تصير ابن لله «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ (المسيح) فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ
» (يوحنا١: ١٢). لن تصير عضوًا في نادٍ ولا في حتى في مجلس الشيوخ لكن ستكون ابن لله. يا للعظمة والرفعة والعز!!
من نصيبك الحياة الأبدية «لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا٣: ١٦). وهي تبدأ هنا وحتى عندما تنتهي الحياة الأرضية - التي هي حتما ستنتهي - فلا نخاف الموت لأننا لنا ميراث حقيقي في السماء مع المسيح.
يسكن فيك روح الله «الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ» (أفسس١: ١٣). ولا يوجد امتياز أسمى من هذا أن نصير هيكلاً لروح الله القدوس يسكن فينا ويقودنا في كل شيء في حياتنا.
في المسيح ستكون نافعا «لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أفسس٢: ١٠). ستخرج من خارج دائرة ذاتك وتتعلم كيف تعطي وتخدم الآخرين بمحبة.
ستدرك عظمة الراعي الصالح: «أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ» (يوحنا١٠: ١١). كم هي عظيمة عناية الراعي الصالح بكل أمورك؛ ستصير حياتك ونموك وخيرك موضوع عنايته.
ما ذكرته أعلاه هو قليل من كثير جدًا ستكتشفه بنفسك قارئي العزيز، إذا سلمت قلبك وحياتك للرب يسوع المسيح، ستختبر أشياء لم تكن تخطر لك ببال أو حتى في الخيال.
إنه أهم قرار ستأخذه في حياتك أن تتبع المسيح. وهل بعدما قرأت ما يقدمه المسيح ستتجاهله؟ أرجو ألا تفعل ذلك، وأن تكون حكيمًا لأجل نفسك ومصيرك الأبدي، وإن تهاونت أو استهزئت فأنت وحدك تتحمل، وستكون أكبر خسارة في كل حياتك ولا تعويض لها.
إن أردت أن تأخذ ذلك القرار وتتبع المسيح، أشجعك على أن تصلي تلك الصلاة البسيطة وثق بعدها من قبول الله لك كابن:
يا رب يسوع عرفت إنك تحبني ومت لأجلي، ولا أحد يحبني لهذه الدرجة غيرك. أعترف لك أني خاطئ أثيم وارتكبت شرورًا كثيرة، لكني أرجوك أن تسامحني وتغفر بدمك خطاياي الكثيرة، وتصيرني ابنًا لله من هذه اللحظة، وتجعلني أتمتع بعلاقتي معك كل أيام حياتي. آمين.