مثل شعبي مصري، معناه بالفصحى: أعطني عمرًا ثم القني بالبحر. والمقصود به أمر من اثنين، الأول أنه إن كان قصد الله أن يمد في عمرنا فالأخطار لن تقتلنا. والثاني هو دعوة للمخاطرة تحت بند القدرية. والمعنى الأول حسن وحقيقي؛ فكم من أخطار نجانا منها الله.
لكن المعنى الثاني هو الخطير. فالمجازفة غير المحسوبة أمر لا يُحمد عقباه. فهل من المنطقي، تأثرًا بهذا المثل، أن ألقي نفسي من طابق عالٍ في مبنى وأعتقد أنني لن أتضرر؟! أم أن العقل ألا تخاطر بدون حساب صحيح للعواقب؟! وألا تخاطر بما لا يمكنك إعادته لوضعه الأصلي؟ يقول الحكيم «اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى، وَالْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ» (أمثال ٢٢: ٣؛ ٢٧: ١٢). كما يقول «اَلْحَكِيمُ يَخْشَى وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ، وَالْجَاهِلُ يَتَصَلَّفُ (يتكبر) وَيَثِقُ (في نفسه)» (أمثال ١٤: ١٦). فَسِرّ الكثير من القرارات المتهورة هو غرور الإنسان واعتقاده أنه يستطيع فعل ما يريد دون عواقب. ليحمنا الرب من الغرور الأحمق في القرارات وليعطنا حكمة في كل خطواتنا.
وأسوأ أنواع المخاطرة هو أن تخاطر بحياتك الأبدية «لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟» (متى ١٦: ٢٦، ٢٧). فلنتذكر أن العمر يمضي سريعًا وأنه «وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ» (عبرانيين٩: ٢٧). فهل أنت مستعد لذلك؟ إن كان لا فاسمع قول الرب «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ» (يوحنا٥: ٢٤).
ومخاطرة أخرى مرعبة هي التهاون مع الخطية «أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟ أَوَ يَمْشِي إِنْسَانٌ عَلَى الْجَمْرِ وَلاَ تَكْتَوِي رِجْلاَهُ؟» (أمثال٦: ٢٧، ٢٨). وواحدة من أبشعها، خطية يستسهلها الناس في أيامنا، اقرأ عنها بالتفصيل في أمثال ٧: ٥-٢٣ حين يتكلم عن إغواء المرأة الزانية لشاب. وفي الزانية نرى الخطايا الجنسية بأنواعها، من مواقع إباحية ونظرات شريرة وأفكار وأفعال نجسة. يختم الحكيم الصورة التي يرسمها بالشاب وقد «ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ، أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ». ليتنا نتذكر شمشون ونتعظ ولا نخاطر بالغالي.