نتائج قيامة المسيح

 إن كوكب الأرض الذي نعيش فيه وإن كان قد تلوث بالخطية، لكنه تشرف وأصبح أسمي من كل الكواكب لأن الرب يسوع المسيح؛ الله الظاهر في الجسد، وطأت قدماه هذه الأرض، وجال فيها يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس، ثم ختم هذه الرحلة العجيبة بالصليب، واحتوت الأرض في باطنها جسده الطاهر القدوس. وكما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا كان ابن الانسان فى قلب الأرض، فقد مات موتاً حقيقياً ودُفن فى قبر كالبشر، لكنه قام ظافراً منتصراً فى اليوم الثالث. ولقيامة الرب يسوع المسيح من الأموات نتائج عظيمة

أولاً نتائج قيامته بالنسبة لشخصه وعمله
1-دليل علي أنه حقاً ابن الله: لقد تبرهن سابقا أنه ابن الله عندما أقام كثيرين من الأموات أثناء حياته علي الأرض. وتبرهن ذلك أيضا عندما أقام نفسه من بين الأموات «وتعين ابن الله (أي تبرهن أنه ابن الله) بقوةٍ من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات» (رومية 1: 4) لاحظ أننا لا نقول إن المسيح هو «ابن الله» لأنه قام من الأموات ، بل نظراً لأنه في ذاته «ابن الله» فلذلك كان لابد له أن يقوم من الأموات.

2-دليل علي كفاية عمله علي الصليب:
وقد أشار الوحي إلي ذلك في أفسس 1: 7 «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غني نعمته» وأيضاً في يوحنا الأولي 2: 2 «وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا» فقيامة المسيح أعلنت أن عدالة الله وقداسته قد أخذتا حقهما تماماً من المسيح علي الصليب، ولرلا ذلك لظل المسيح في قبره إلي الآن.

3- أحقيته في دينونة الأشرار:
فقد قال بولس في أعمال17: 30-31 «فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا ..... لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات» فالمسيح الذي قام من الأموات لابد أن يدين كل الرافضين، سواء كانوا أحياءً أم أمواتاً (أعمال 10: 42، تيموثاوس الثانيه 4: 1).

ثانيا نتائج قيامته بالنسبه للبشر

1- التبرير للمؤمنين: نقرأ فى رومية 4: 25 «أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا»فموت المسيح وسفك دمه هما الثمن المدفوع لغفران خطايانا وأيضاً لتبريرنا، ولكن الشهادة الرائعة لهذا التبرير، أو بكلمات أخرى النطق لصالحنا بالتبرير أمام الله كان فى إقامة الله للرب يسوع من الأموات.

2- حصولنا على الرجاء الحى: فقد قال بطرس فى رسالته الأولى 1: 3 «.....ولدنا ثانية لرجاء حى بقيامة يسوع المسيح من الأموات»، فالمسيح كان ميتاً ولكنه الآن حى وحى إلى أبد الآبدين ووعده صادق فلابد أن يأتينا لنكون معه إلى الأبد.

3- ارتباطنا بالمسيح: فنحن قد ارتبطنا بالمسيح لافى حياته ولا فى موته؛ بل فى قيامته إذ قام كرأس جنس جديد، ونحن ارتبطنا به كخليقة جديدة (إقرأ أفسس 1: 19-23).

4- قيامتنا مع المسيح: نقرأ فى أفسس 2: 6 «وأقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع» ونقرأ أيضا فى روميه 6: 5 «لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته» والمسيح مات لأجلنا ولكن الكتاب يعلمنا أيضاً أننا متنا مع المسيح وقمنا معه وجلسنا معاً فى السماويات. يالعظمة وسمو المقام. (اقرأ كولوسى3: 1-3).

5- سلوكنا الجديد فى العالم:
نقرأ فى روميه 6: 4 «...... كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة» وهكذا نكون موضوع سرور الله بسلوك يرضيه ويمجده.

6- حياة القوة والنصرة: فالقوة التي أقامت المسيح من الأموات هي نفسها لنا كل الطريق، وبولس يصلي من أجل المؤمنين أن تستنير عيون أذهانهم ليعلموا «ماهي عظمة قدرة الله الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات» (أفسس 1: 19، 20). فهذه القوة العظيمة التي أقامت المسيح هي لحسابنا. ولهذا اشتاق بولس أن يعرفها قائلاً «لأعرفه وقوة قيامته .....» (فيلبي 3: 10).

7- قيامة الراقدين: فالمسيح صار باكورة الراقدين (1 كورنثوس 15: 20) أي أنه «أول قيامة الأموات» (أعمال الرسل 26: 23)، «لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضاً معه» (1 تسالونيكي 4: 14) فلابد أن الراقدين يملكون معنا لكن قبل ذلك لابد أن يقوموا من الأموات كما سبق الرب يسوع وقام من الأموات. حقاً ماأسعدنا بقيامة المسيح.