نجارو الفلك

 سأل الطبيب المسيحى المؤمن شابة دخلت إلى عيادته «ماذا بك يا آنسة؟ لا يبدو أنك مريضة».  أجابته «فعلاً، أنا لست مريضة، لكنى حضرت إلى هنا بناء على توصية والدتى لآخذ منك تبرعاً لأحد المشروعات الخيرية».  سألها الطبيب «وماهو هذا المشروع؟»  أجابته «إنه مشروع ليسمع الأطفال رسالة المسيح».  تعجب الطبيب بعض الوقت إذ لاحظ أن مظهرها وتصرفاتها وطريقة كلامها لاتدل على أنها مؤمنة، ثم فاجأها بالسؤال «هل تعرفين نجارى نوح؟»  أجابت باستغراب «من هم هؤلاء؟»  «إنهم النجارون الذين ساعدوا نوحاً فى بناء الفلك ليخلص به، لكنهم لم يدخلوا الفلك وبالتالى لم يخلصوا.  فهل أنت مثلهم تَسعين لخلاص الأطفال وأنت نفسك محرومة من هذا الخلاص؟»

صمتت الفتاة قليلاً وسالت دموعها وهى تفكر فى حقيقة أمرها فى ضوء تلك العبارة.  لقد اكتشفت أنها كانت تهتم ببعض الأعمال الخيرية والمظاهر الخارجية للتقوى ظناً منها أن ذلك يكفى لتكون مقبولة لدى الله.  وكانت حتى تلك اللحظة تعتقد أن ذهابها إلى مكان اجتماع الكنيسة وتمسكها ببعض الأعمال الصالحة يغنيها عن مثل هذا السؤال.  لكنها أدركت عندئذ أنها مالم تحتمى فى الرب يسوع كفلك نجاتها، فإن مصيرها سيكون كهؤلاء الذين بنوا الفلك ولم ينجوا به.

عزيزى القارئ، ماذا عنك؟