شاول الطرسوسي خارج توقعات المؤمنين ليكون رسولاً وخادمًا للمسيح، لكن الرب كان ينظر إليه كإناء مختار نافع لخدمة السيد.
وأنا وأنت يا عزيزي، قد نكون “خارج توقعات” الكثيرين من حولنا، أو حتى أنفسنا، وكثيرًا ما تم تهميشنا سواء لقلة الإمكانيات، أو لعدم الخبرة في التواصل، وندرة العلاقات وغيرها، لكن دعونا نسترد ثقتنا في الرب وفي أنفسنا ليعمل فينا وبنا كما يشاء. «وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا» (أفسس٣: ٢٠).
احذر من المؤامرات
لقد تآمر المنتخبان الألماني والنمساوي سويًا ضد المنتخب الجزائري لإقصائه من البطولة، كانت مجريات المباراة تبدو وكأنها طبيعية جدًا لكل من يشاهدها حول العالم، لكن التحقيقات أكدت أمر التلاعب الخفي في الغرف المغلقة!
أحبائي، إنني أرى وأوقن أنه هناك كثير من المؤامرات والحروب الروحية والشيطانية لإلهاء بل وإضعاف المؤمنين في العالم، وإبعادهم عن هدفهم الرئيسي من الوجود في العالم كملح ونور وسبب بركة لكل من يتعامل معهم. فالكتاب يعلمنا أن: «مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ» (أفسس٦: ١٢). هل تذكر معي كيف أغوت الحية حواء في جنة عدن، لتسقطها من حالة البراءة إلى العصيان والسقوط في بل والطرد من الجنة عندما قالت: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ» (تكوين٣: ١٣)، لقد أتى إبليس كالحية مُضللاً ومحورًا في كلام الله مما أدى السقوط. كما أنه آتى في صورة امرأة جميلة حسناء أغوت شمشون القاضي والجبار والنذير فسقط وكان سقوطه عظيمًا إذ قلعت عينيه، وتم سجنه، وصار يطحن كالثور في بيت السجن، ومات أخيرًا (قضاة١٦).
بركة بعد الانكسارات
من المؤكد أن طعم الخسارة والخروج من أضواء كأس العالم لهو شيء محزن، لكن من المشجع أن تعرف أنه بسبب تلك الهزيمة والخسارة، تغيرت اللوائح والقوانين مما يضمن نزاهة المنافسة بين جميع الفرق. نعم كانت هناك خسارة لفريق ما، لكن تلك الخسارة كانت سببًا لكسب قوانين جديدة محايدة للجميع.
ونحن اليوم قد نواجه تحديات ومؤامرات كثيرة تصيبنا بالوجع والكسرة المريرة، لكن ليحفظنا الرب من اليأس والهزيمة، فالرب يسوع قادر على تحويل الكسرة إلى نصرة، هل تذكر كيف كانت الجرار المكسورة سببًا لنصرة الشعب قديمًا على الميديانيين (قضاة٧: ١٩، ٢٠). كما نالت مريم المديح إذ كسرت قارورة طيب الناردين خالص كثير الثمن عند قدمي السيد (يوحنا١٢: ٣). نعم فنهاية أمر خير من بدايته، وإلهنا يخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة. كما نترنم:
يا اللي حولت المرارة اللي في حياتي لترنيمات... حتى ضعفي وجهل قلبي ما منعش الإحسانات
صلاة:
سيدي الغالي المسيح، أعرف جيدًا حجم إمكانياتي القليلة، أضعها في يدك مؤمنًا أن تصنع بها أمور عظيمة، ثَبِت أنظاري عليك مهما كثرت الأسئلة والحيرة، وحدك القادر أن تعطيني انتصارات أكيدة وتعوض كل ضعف، انكسار وأحزان مريرة.