«إِنْ كَلَّ الْحَدِيدُ وَلَمْ يُسَنِّنْ هُوَ حَدَّهُ، فَلْيَزِدِ الْقُوَّةَ. أَمَّا الْحِكْمَةُ فَنَافِعَةٌ لِلإِنْجَاحِ» (جامعة١٠: ١٠).
«إِنْ كَلَّ الْحَدِيدُ وَلَمْ يَشْحَذْ صَاحِبُهُ حَدَّهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْذُلَ جَهْدًا أَكْبَرَ! وَالْحِكْمَةُ تُسْعِفُ عَلَى النَّجَاحِ» (جامعة١٠: ١٠ – ترجمة الحياة).
تأمل معي في قصة اثنين من الحطابين في مسابقة لقطع الاخشاب. كل منهما لديه القوة والعزيمة على العمل، آملاً في الفوز بالجائزة. كان أحدهما يعمل بمنتهى الاجتهاد والطموح قاطعًا كل قطعة خشب في طريقه بأسرع ما يكون، بينما بدا الآخر متمهلاً منظَّمًا، يُعطي نفسه هدنة بين الحين والآخر.
ظل المقدام فيهما يعمل بلا هوادة طوال اليوم، دون أن يسمح لنفسه بوقت يتناول فيه طعام الغذاء، آملاً أن يُكلَّل مجهوده الشاق بالفوز في النهاية.
في مقابل ذلك كان منافسه قد أخذ ساعة كاملة لتناول وجبة الغذاء، ثم واصل العمل بنفس الطريقة. في النهاية اصيب هذا النشيط المجتهد بالإحباط إذ خسر المباراة لصالح منافسه الذي بدا وكأنه بطيئًا كسولاً! وإذ ظن أنه كان جديرًا بالفوز بعد عمله الشاق، اقترب من منافسه قائلاً: لقد اشتغلت لساعات أطول وبذلت مجهودًا أكثر منك؛ كنت أعمل وأنا جائع لكي أسبقك، بينما أخذت أنت راحة وتناولت طعامك في هدوء. كيف يكون هذا عدلاً أن تفوز أنت بعد كل هذا المجهود المضني من جانبي؟! في أي شيء أخطأت أنا؟!
أجابه منافسه الفائز: “بينما كنت أنا أتناول طعامي كنت أقوم بسن فأسي”.
ترى هل توقفنا قليلاً لنُعطي للرب ولكلمته الفرصة ليقوم بعمل صيانة شاملة لكل جوانب حياتنا وخدمتنا ومناطق أنشطتنا، كيما نكون أكثر فاعلية؟!
لا يجب ترك أي مساحة من حد الفأس إلا ويُسن!
إن الغذاء (كلمة الله) هو أشد ما نحتاجه لتجديد طاقتنا. ليت الرب يقودنا لنجاح روحي أعظم إذ يفحصنا ويُشددنا، مستخدمًا كلمته وروحه القدوس.
«وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ» (إشعياء٤٠: ٣١).