على الرغم من أنه معروف أن أي طفل بيجي للعالم بيكون عن طريق الولادة - طبيعية كانت أو قيصرية - إلا أن قصص الولادات نفسها لا تنتهي، وإحنا في حياتنا برضه ممكن الألم يولد حاجات حلوة فينا لكن بقصص مختلفة. ومن الكتاب المقدس اخترت أقف عند قصتين من القصص دي، واللي ممكن نلاقي نفسنا فيهم بسهولة ونتعلم منهم شوية دروس لما نعدي بآلام التشكيل (الولادة).
أول قصة لامرأة حان موعد ولادتها لكن مكانش عندها قوة للولادة:
الست دي هي مملكة يهوذا ونقرا قصة الولادة دي في ملوك التاني ١٨ و١٩، لما ملك آشور بَعَت تهديد للملك حزقيا، استهان فيه بالرب، وقال إنه ها يسبي يهوذا زي ما سبى السامرة وأمم كتير. الكتاب يقول: قطع حزقيا لبسه، ولبس المسوح، وراح الهيكل وبَعَت لإشعياء النبي رسل يقولوله: «هذَا الْيَوْمُ يَوْمُ شِدَّةٍ وَتَأْدِيبٍ وَإِهَانَةٍ، لأَنَّ الأَجِنَّةَ قَدْ دَنَتْ إِلَى الْمَوْلِدِ وَلاَ قُوَّةَ لِلْوِلاَدَةِ. لَعَلَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَسْمَعُ جَمِيعَ كَلاَمِ رَبْشَاقَى الَّذِي أَرْسَلَهُ مَلِكُ أَشُّورَ سَيِّدُهُ لِيُعَيِّرَ الإِلهَ الْحَيَّ، فَيُوَبِّخَ عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعَهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. فَارْفَعْ صَلاَةً مِنْ أَجْلِ الْبَقِيَّةِ الْمَوْجُودَةِ» (٢ملوك١٩: ٣، ٤).
وعلى الرغم من إننا عاوزين التشكيل إلا إن ده لا يعني أننا قَدّ آلامه! في بعض الأحيان بتكون الضغوط شديدة وزي ما قال حزقيا مفيش قوة لمواجهتها! والحقيقة رد فعل الملك حزقيا نقدر نستلهم منه إزاي نتصرف لما تواجهنا ضغوط ومخاوف إحنا مش قدها لكن مضطرين نجتاز فيها.
١-حزقيا أمر الشعب بالسكوت، بعد سماع رسالة التهديد، ومنها نتعلم أنه لا جدال مع إبليس، المكتوب عنه أنه «اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ» (يوحنا١٠:١٠). إبليس بيكرهني وكل غرضه أنه يستنزفني، أيوه في أوقات بيجي يكلمني بالمنطق، لكن أفتكر أنه كمان مكتوب عنه أنه: «كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا٨: ٤٤).
٢-حزقيا عبَّر عن حزنه وخوفه، ودخل بيهم لمحضر الله. إحنا بشر والله حط فينا المشاعر علشان نتجاوب بيها مع اللي بيحصلنا، فمش غلط ولا عيب أني أعبر عنها قدامه، حتى وأنا عارف أن الرب ليه السلطان على كل شيء، فأحزن وعيط وأدخل بمشاكلك للرب.
٣-حزقيا قرأ رسالة التهديد، وطلع حطها قدام الرب، وبدأ يصلي صلاة واحد رافع عينه على الرب. وإحنا وقت الضغوط ممكن ندخل بهمومنا ونحطها قدامه لكن واحنا بنصلي بنكون حاطين عنينا على المشكلة، وعلشان كده بنخرج من غير أي تغيير، ممكن نحس إننا فضفضنا لكن ما أخدناش ولا حاجة من العون اللي الرب مجهزه لينا فيه! حط المشكلة قدامه لكن أرفع عينك عليه.
٤-حزقيا في صلاته رفع عينه على الرب وسبحه «أَنْتَ هُوَ الإِلهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ» (٢ملوك١٩: ١٥). وعلى الرغم من إن التسبيح مرتبط في أذهاننا بأنه لإكرام الرب والمدح فيه وفي صفاته إلا إن التسبيح بيفكر أرواحنا المضطربة هي بتعبد مين، فبتعرف تصلي الصلوات المظبوطة وبترتاح فيه. سبح، خلي روحك تفتكر مين إلهك.
٥-حزقيا في محضر الرب، لما رفع عينيه عليه استنار، وعرف يرد على التهديد المنطقي اللي جاله من رسل ملك آشور لما قالوله: «وَهَلْ تَنْجُو أَنْت؟ هَلْ أَنْقَذَتْ آلِهَةُ الأُمَمِ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمْ آبَائِي» (٢ملوك١٩: ١١، ١٢). فصلى حزقيا وقال ما معناه إنه: يارب هو بيهددني وعاوز يرعبني بأنه عرف يهزم آلهة الأمم، وهو أصلاً عرف يهزمهم لأن هما معندهمش آلهة حقيقية، لكن الحرب حربك وأنت الإله وحدك وهتدافع عن نفسك. في محضر الله بنستنير فبتخيب حجج العدو.
وفي النهاية الأمة اللي كانت بلا قوة لقيت قوتها في إلهها اللي دافع عنها وحماها من هجمة العدو وخلاها تجتاز الآم الولادة بسلام.
القصة التانية غريبة شويه وهي لامرأة جه موعد ولادتها لكنها مكانتش تعرف إن دي أوجاع الولادة!
في سفر الخروج الأصحاح الأول بنشوف الرب وهو بيهيء المشهد علشان شعب إسرائيل يبتدي يتحرك من أرض مصر، وكأن الرب ابتدى يحمي الطلق (مخاض الولادة) علشان تتولد المواعيد بالسكنى في أرض تفيض لبنًا وعسلاً. شعب إسرائيل كانوا مستقرين جنب النهر لكن مش دي مشيئة الرب ليهم، هو مرتب ووعد بحاجة أكبر من كده وعلشان الشعب يبتدي يفكر يتحرك من دايرة راحته حيث العبودية، كان لازم يكون في طلق!
نقرا عنه في خروج١ أنه كان على هيئة ضغوط للاستعداد للخروج؛ زي أنه جه ملك ميعرفش يوسف وأقام رؤساء تسخير لبني إسرائيل «لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ... اسْتَعْبَدَ الْمِصْرِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بـعُنْفٍ... مَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي الطِّينِ وَاللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عَمَل فِي الْحَقْلِ... ثُمَّ أَمَرَ فِرْعَوْنُ جَمِيعَ شَعْبِهِ قَائِلاً: «كُلُّ ابْنٍ يُولَدُ تَطْرَحُونَهُ فِي النَّهْرِ، لكِنَّ كُلَّ بِنْتٍ تَسْتَحْيُونَهَا».
وفي أوقات بتكون الضغوط مقصودة علشان الرب عاوز يولد فينا شيء جديد عاوز يلفت انتباهنا أننا محتاجين نتحرك من منطقة راحتنا دي لمواعيد أثمن، لبُعد روحي أعمق، لحرية من قيود. كل ده هنعرف نكتشفه لما نكون دايمًا في حضوره متتبعين آثاره ومميزين صوته.
وفي النهاية وعلى الرغم من تعب الضغوط والمخاوف، لكن امتيازنا عظيم لمسير الرب معانا في رحلتنا، سر ثباتنا وآماننا، يتوبنا، يرشدنا، يقودنا، يقوينا، ويمشينا على مرتفاعتنا باختلافاتها. ليه كل المجد، آمين