نتعلم من الكتاب المقدس أن الله واحد وأنه أيضاً ثالوث (تمت مناقشة هذا الأمر في مقالات سابقة) فقد أعلن نفسه لنا كالله الآب، والله الإبن، والله الروح القدس «.. روح واحد ... رب واحد ... إله وآبٌ واحد» (أفسس 4: 4-6).
والروح القدس ليس شيئاً لكنه شخص أو بالحري أقنوم، والرب يسوع المسيح لم يتكلم عن الروح القدس كأنه شيء أو قوة أو تأثير روحي لكنه تكلم عنه كشخص (لاحظ ذلك في يوحنا 14، 15، 16).
ومن المفيد أن نلاحظ أن الروح القدس يأتي ذكره في بداية الكتاب المقدس (تكوين 1: 2) حيث نراه عاملاً في الخلق، وأيضاً في خاتمته رؤيا 22: 20 حيث نسمعه مع الكنيسة في القول للرب يسوع «تعال»
الروح القدس أقنوم إلهى
إذا قلنا إن الروح القدس ليس أقنوما إلهىا فنكون بذلك قد أنكرنا حقيقة مهمة وهى حقيقة التثليث. وفيما يلي بعض الأدلة علي أن الروح القدس شخصية متميزة وأقنوم إلهى، فهو:
1- يتكلم: من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس (رؤيا 2:7).
« وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس إفرزوا لي برنابا وشاول ...» (أعمال الرسل 13: 2، إقرأ أيضاً أعمال 8: 29).
2- يسمع: «وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو .... كل مايسمع يتكلم به» (يوحنا 16: 13).
3- يخبر: « ... يخبركم بأمورٍ آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم» (يوحنا 16 :13 ،14).
4- يحِب: «فأطلب إلىكم أيها الإخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح القدس ...» (رومية 15: 30).
5- يعَلِم ويعزي ويذكِّر: «واعطيتهم روحك الصالح لتعليمهم...» (نحميا9: 20). «وأما المُعزي الروح القدس ... فهو يعلّمكم كل شيء ويذكّركم بكل ما قلته لكم» (يوحنا14: 26»
6- يشهد: «ومتى جاء المعزي ... روح الحق ... فهو يشهد لي» (يوحنا15: 26).
7- له إرادة: «ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء» (1كورنثوس12: 11).
8- المعرفة: «الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله .... هكذا أمور الله لايعرفها أحد إلا روح الله» (1كورنثوس2: 11).
9- يرشد: «وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق» (يوحنا16: 13).
10- يقود: «لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله» (رومية8: 14).
11- يشعر ويحزن: «ولكنهم تمردوا وأحزنواروح قدسه» (إشعيا63: 10). «ولاتحزنوا روح الله القدوس» (أفسس4: 30).
12- يعين: «الروح أيضاً يعين ضعفاتنا» (رومية8: 26).
13- يقيم الرعاة: «احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه» (أعمال20: 28).
14- يكذب عليه: «لماذا ملأالشيطان قلبك لتكذب علي الروح القدس» (أعمال5: 3).
إن من يتكلم ويسمع ويخبر و... و... لا يمكن أن يكون قوة أو تأثيراً بل هو بكل تأكيد شخص كامل الشخصية، أقنوم معادل للآب والابن في كل شيء.
وها بعض الأدلة علي لاهوته:
1- أزليته:«المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله» (عبرانيين9: 14).
2- وجوده في كل مكان: «أين أذهب من روحك ...» (مزمور139: 7، 8).
3- يعرف المستقبل: «وكان قد أوحي له بالروح القدس أنه لايري الموت قبل أن يري مسيح الرب» (لوقا2: 26 إقرأ أيضاً يوحنا16: 13).
4- قدوس: «ولاتحزنوا روح الله القدوس ...» (أفسس4: 30).
5- خالق: «روح الله صنعني» (أيوب33: 4).
6- مُحيي: «الروح هو الذي يحيي» (يوحنا6: 63).
7- صانع آيات وعجائب:« بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله» (رومية15: 19).
مما سبق نفهم أن الروح القدس هو شخص أو بالحري أقنوم إلهى وهذا مهم جداً لحياتنا العملية، فالروح القدس يسكن في كل مؤمن «أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هىكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم» (1كورنثوس6:19). وإذا كان مجرد قوة تعمل في المؤمن فهذا معناه أن المؤمن هو الذي يقوم برسم الخطط للإستفادة من هذه القوة، ولكن بما أن الروح القدس أقنوم إلهى ساكن في المؤمن فهذا معناه أنه ليس عليه أن يقوم برسم الخطط بل يجعل نفسه تحت مطلق استخدامه. وهذا يقودنا إلى التواضع والاستناد علي الله فقط.