تتصدر كلمة “الظروف السيئة” كلامنا كمبرِّر لمعظم حالات فشلنا. لكننا نؤكد هنا أن الفشل هو أول خطوة للنجاح، مهما كانت الظروف سيئة؛ طالما توافر الإيمان والإرادة. تذكَّر قول الكتاب: «لأنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ» (٢تيموثاوس ٧:١).
وهل ننسى “أبراهام لينكولن” وظروفه المأساوية، والتي أهّلته للوصول إلى منصب رئيس الولايات المتحدة، بعد سلسلة من الفشل. أو “أديسون” الذي تمكّن من اختراع المصباح الكهربائي بعد ٩٩٩ محاولة فاشلة. أما العالم “أينشتاين” فقد اتهمه الجميع بالغباء.
شكرًا لمن قام بطردي من العمل
و“ألاس جونسـون”، له مقولة شهيرة وهي: “لو علمت أين يقيم مديري السابق في العمل لذهبت إليه، وقَدَّمت له الشكر الجزيل وباقة من الورد الجميل؛ لأنه طردني من المصنع وأنا في الأربعين من عمري، وبذلك ساعدني في اتخاذ الخطوة الأولى؛ لكي أكون مليارديرًا”.
حُرم من دراسة الطب.. فأصبح بليونيراً
“فريد ديلوكا”، أمريكي ينتمي لأسرة مهاجرة من إيطاليا، من عائلة متواضعة، جعلته يضطـر لجمع الزجاجات الفارغة من الشوارع وهو في سن العاشرة، ويبيعها مقابل بعض السنتات. ثم عمل في مدينة أخرى في توزيع الصحف على المنازل، ثم انتقل لمدينة ثالثة أنهى فيها دراسته الثانوية، وسط ظروف صعبة أيضًا. وكان يخطط لدخول كلية الطب، ولكنه فشل! ليس بسبب نقص مهاراته، لكن لأنه “فقير” ولا يمكنه سداد مصروفات الدراسة. واستمر في العمـل بوظيفة بائع في أحد المحال التجارية براتب زهيد.
شعر بالاستياء، فتواصل مع أحد الأصدقاء، أقنعه بإمكانية فتح محل للوجبات السريعة بشكل جيد، يوفر بعض الأرباح التي تمكّنه من إكمال دراسته، فأخذ قرضًا متواضعًا قيمته ١٠٠٠ دولار من صديقه، وعثر على محل ضيق وصغير جدًا، وجهَّزه بإمكانيات بسيطة، وقام بتسميته:Bits Subway. واجه وقتها صعوبات شديدة، إلا أنه استطاع فتح فرع ثانٍ له، ثم ثالث ضَمَنوا له تدفقًا ماليًا. وفي السبعينيات وصل عدد المحال التابعة لـ “صبواي” أكثر من ١٠٠ محل، وواصلت تمددها السريع في الثمانينيات والتسعينيات؛ حتى بلغ عدد فروعها حول العالم أكثر من ٤٠ ألف فرع؛ بعائدات سنوية تصل إلى ٩ مليارات دولار.
إن “فريد ديلوكا” الذي تلقى صدمة في بداية حياته؛ بعدم إمكانيته دراسة الطب بسبب فقره وصلت ثروته إلى أكثر من ٢.٥ مليار دولار.
صديقي وصديقتي: كثيرون من الذين نجحوا هُم الذين توقفوا عن لعن الظروف، والبدء في العمل. لذا:
أرجو ألا تفشل في حياتك العملية أو الروحية وتذكر: داود الصغير الذي كان يرعى غنيمات قليلة وجعله الرب ملكًا يرعى شعبًا كثيرًا. وجدعون الذي كان يخبط قليلاً من الحنطة استخدمه الرب لخلاص الأمة كلها عندما الْتَفَتَ إِلَيْهِ وَقَالَ له: «اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ هذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ. أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟» (قضاة ١٤:٦).
وهل ننسى أن الرب أشبع ٥ آلاف رجل، ما عدا النساء والأطفال، مُستخدِمًا غلامًا صغيرًا يحمل ٥ خبزات وسمكتين (متى ٩:١٦)؟
لا تنظر لنفسك ولا لإمكانياتك، بل انظر إلى الرب، وثِق فيه، وتوكل عليه، وسيدهشك بأعماله. فقط اذهب واجتهد وأعمل. لأنه يقول الكتاب: «الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ» (مزمزر٦:١٢٦).