لها مجد الله

يدهشك الأمر لما تقرا كتير في الكتاب إن الرب بيصور علاقته بشعبه في محبته ليهم بعلاقة رجل بامرأته، وعندنا سفر كامل هو سفر نشيد الأنشاد بيتكلم عن العلاقة دي!

اتكلمنا قبل كده في حديثنا عن الكنيسة قد إيه هي غالية على قلب الرب عشان كده دفع فيها أغلى تمن «فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمَنِ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا» (متى١٣: ٤٦). ويقولنا كمان في أفسس٥: ٢٥ «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا». العلاقة بين الكنيسة والمسيح في الفترة الحالية بيوصفها الرسول بولس بفترة الخطوبة، «لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ» (٢كورنثوس١١: ٢). بعد الخطوبة هييجي الزفاف، عشان كده يقول في أفسس٥: ٢٧ «لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ».

من البداية الأمر ده في فكر الله، وعبَّر عنه في العهد القديم بصور رمزية في علاقات زواج، أوضحها زواج آدم وحواء؛ وفيه صورة للكنيسة اللي جات نتيجة موت المسيح وتعبير عن اتحادها بيه. ف زي ما قال آدم عن حواء: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي»، (تكوين٢: ٢٣)، اتقال عن الكنيسة: «لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِه» (أفسس٥: ٣٠).

كمان زواج إسحاق من رفقة، اللي فيه نشوف الكنيسة، المرموز ليها برفقة، إزاي ارتبطت بالابن الوحيد المطيع والوارث لكل غنى أبيه، المسيح المرموز إليه بإسحاق. رفقة تُذكر أول مرة في تكوين ٢٢ لما إسحاق، بصورة رمزية، مات وقام، وكأنه بيقول إن الكنيسة دي مكافأة الآب للمسيح «أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.... وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ» (أفسس١: ٢٠–٢٣).

الصورة التالته، نشوفها في ارتباط أسنات بيوسف، فرعون أعطى يوسف أسنات بعدما خرج من السجن وتسلَّط على أرض مصر. أسنات ما عانتش الآلام اللي اجتاز فيها يوسف، لكن شاركته في الأمجاد؛ ودي صورة جميلة للمسيح والكنيسة «لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ» (عبرانيين٣: ١٤). كمان أسنات معنى اسمها «جمال» ودي صورة الكنيسة من الآن، لكن ما ينتظرها من جمال ومجد في المستقبل مالهوش نظير!

لما نقرا إنجيل يوحنا أصحاح١٧، تندهش من إن موضوع الحديث بين الإبن، الرب يسوع المسيح، والآب؛ هو الكنيسة! وكانت آخر طلبه ليه من أجلهم هي «أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي». وده اللي هايتم بكل يقين قريبًا هانشوف مجده! والأعجب إنه هيكون لينا مجده! اقرا كده رؤيا ٢١: ٩- ١١ «ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ الْمَمْلُوَّةِ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً: هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ. وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ».

قبل ما يكلمنا في رؤيا١٩-٢٢ عن العروس امرأة الخروف كلمنا في رؤيا ١٧، ١٨ عن دينونة الزانية العظيمة. فزي ما فيه عروس وامرأة مُخلِصة لرجلها، فيه زانية يسميها أم الزواني ورجاسات الأرض! (رؤيا١٧: ٥).

الصورة القديمة برضه تعرَّفنا أن شعب الله لما زاغوا عنه وعبدوا الأوثان شبههم الرب بالمرأة الزانية (سفر هوشع مثلاً فيه الفكرة دي واضحة) قد إيه الزنا الروحي مؤلم لقلب الله. المسيحية النهاردة مش أحسن من إسرائيل قديمًا في الأمر ده، فيه زنا روحي وسط المسيحية اللي من أشكاله مثلاً محبة العالم (يعقوب٤:٤)، ده غير أشكال تانية! بعد اختطاف الكنيسة، في الوقت اللي هاتبقى فيه العروس الحقيقية في بيت الآب، هاتبقى فيه دينونة رهيبة على المسيحية الاسمية والعروس المزيفة (رؤيا١٧، ١٨). أتمنى يا صديقي ألا تكون مسيحيًا بالاسم لكن مسيحي حقيقي ضمن عروس المسيح.

لاحظ أن الكنيسة هنا، في الحالة المستقبلية المجيدة، مُشبَّهه بعروس ومدينة. الآن خطيبة ومُستقبلاً عروس، الآن منارة (رؤيا١: ١٢- ٢٠) ومُستقبلاً مدينة (رؤيا٢١: ٩- ٢٢: ٥)!

المنارة موجودة في البحر علشان تنّور وترشد والكنيسة دورها في العالم إنها تكون نور للي عاوز يوصل وتِهديه لبر الأمان. فيلبي٢: ١٥ بيقول لنا «لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ». كلمة «أنوار» هنا هي نفس الكلمة اليونانية «لمعان» في رؤيا٢١: ١١. يعني الحالة المستقبلية للكنيسة هي امتداد واكتمال للدور اللي بتقوم بيه حاليًا. وده يشجعنا ناخد دورنا وسط العالم في الشهادة للمسيح!

«المدينة» يعني مركز الحُكم والسُلطة، فزي ما كل مملكة ليها عاصمة أو مركز وزي ما كانت أورشليم مركز المملكة الأرضية، أهو الكنيسة، أورشليم الجديدة، هاتبقى مركز الحكم السماوي على الأرض وعلى كل الكون، في المُلك الألفي وفي المُلك الأبدي!

النهاردة الكنيسة بتجهز وتستعد لبكره، علشان كده المسيح من المجد بيخدمها «لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ» (أفسس٥: ٢٦). الخطيبة لازم تكون مُخلِصة ومُقدَّسه لخطيبها، مشتاقه لوقت الزفاف، مُجتهده في تجهيز نفسها للعُرس. رؤيا١٩: ٧- ٨ بيقول لنا الفكرة دي «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ (الكتان النقي) هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ». «التبررات» يعني «أعمال البر الصالحة» وده يخلينا نجتهد في حياة البر العملي. إحنا مش هانكون في المجد على أساس أعمالنا، لا قبل الإيمان ولا بعده، لكن أعمال الإيمان هايكون ليها مكافأة وصدى في المجد.

بفكَّرك صديقي وإحنا بنختم كلامنا عن الكنيسة، إن الكنيسة دي هي إنت وأنا، المؤمنين الحقيقيين، أولاد الله. النهاردة إحنا في العالم، لكن ماحناش منه، إحنا غرباء فيه بنقوم بدور إننا نشهد للمسيح ونكرمه، بنذيع بشارة الإنجيل؛ علشان النفوس تخلص، والكنيسة تكتمل، والرب ييجي لاختطافها. الامتيازات العظيمة اللي وصَّلتنا ليها نعمة الله تخلينا حاسين بالمسؤولية، مسؤوليتنا ناحية الكنيسة كبيت الله على الأرض وإناء الشهادة. استمتع بامتيازاتك كعضو في جسد المسيح ومارس دورك لنمو الجسد وبناء البيت.