صدفات تحكي


كان هناك رجل شيخ يعيش بالقرب من البحر. اعتاد أن يمشي كل صباح على طول الشاطئ القريب، ويجمع الأصداف البحرية التي رمتها الأمواج أثناء الليل. كان يقضي ساعات طويلة في البحث عن أجمل الأصداف، ويضعها بعناية في حقيبته ليأخذها معه إلى المنزل.

وذات يوم، اقترب منه صبي صغير كثيرًا ما رأى الرجل يمارس عادته هذه، وسأله: لماذا تقضي وقتاً طويلاً في جمع هذه الأصداف البحرية؟ ما الذي يجذبك إليها؟ ماذا تفعل بها؟

ردًّا على الصبي، ابتسم الرجل العجوز وبسط مجموعة من الأصداف، فلمعت عيناه، وابتدأ بكلمات متمهلة يملؤها البهجة يجيب سائله: ”أجمع هذه الأصداف لأتذكر من خلالها محبة الله وإبداعه العظيم. ألا تلاحظ معي أن كل صدفة فريدة وجميلة، تمامًا مثل كل واحد منا. عندما أنظر إلى هذه الأصداف، أتذكر جمال الخليقة ومدى عناية الله بنا، فيزداد فرحي“.

تأثر الصبي الصغير بكلمات الرجل العجوز وقرر الانضمام إليه في جمع الأصداف البحرية. أمضيا اليوم يمشيان على طول الشاطئ ويتحدثان ويضحكان وهما يبحثان عن الأصداف معًا.

وبينما كانا عائدين إلى المنزل، ناول الرجل العجوز الصبي صدفة صغيرة عادية المظهر. قال له: ”خذ هذه الصدفة كتذكير بأن محبة الله موجودة في أبسط الأشياء في حياتك اليومية، في إحساناته التي هي جديدة كل صباح، في أنفاسنا وتفاصيل يومنا العادية“.

«أُرَدِّدُ هذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُو: إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ. نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ. طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجَّوْنَهُ، لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ» (مراثي ٣: ٢١-٢٥).