مـــــدن الكتاب المقدس

  بابـل
بئر سبع بيت لحم مدينة قديمة بُنيت فى سهول شنعار (العراق حالياً)، يرجع تاريخها إلى ما بعد الطوفان بفترة وجيزة.  وتعتبر بابل مهد الحضارة؛ فأقدم كتابة اكتُشِفت هناك.  برع أهلها فى علم الفلك وفى التنجيم على السواء؛ وإليهم يرجع الفضل فى تقسيم اليوم إلى 24 ساعة والسنة إلى 365 يوماً.

اشتهرت ببرجها الذى أراد البشر أن يبنوه فى تحدٍ للرب لكى يكون مركزاً لتجمعهم ورمزاً لوحدتهم لكى لا يتشتتوا فى كل الأرض كما أراد الرب لهم.  لكن الرب فيها بلبل ألسنة البشر؛ ومن هناأتت اللغات الكثيرة التى يتكلم الناس بها اليوم.  وطبعاً لم يكتمل بناء البرج الذى أصبح شاهداً على قضاء الرب.

وقد كان اسم المدينة أولاً باب إيل، أي باب الله، لكن الرب غيّر الإسم إلى بابل أى تشويش وشوشرة.

اشتهرت بابل بعد ذلك فى عهد نبوخذنصر الملك (حوالى 600ق.م.) إذ أصبحت عاصمة لمملكة الكلدانيين وأعظم المدن تشير أيضاً إلى التجمع الدينى بعد اختطاف الكنيسة تحت زعامة روما؛ ويشار إلى القضاء عليها فى أصحاح17،18.

بئر سبع

مدينة قديمة فى جنوب أرض كنعان تبعد نحو 77كم جنوب غرب أورشليم، فى منتصف الطريق بين البحر الميت والبحر الأبيض.  وقد سميت المدينة كذلك نسبة لبئر مشهوره حفرها ابراهيم ثم قدم لأبيمالك ملك الأرض سبع نعاج شهادة على تملكه البئر، وحلفا كلاهما، فسميت البئر بهذا الاسم نسبة إلى القَسَم وإلى النعاج السبع (تكوين 21: 28-32).

وتلعب تلك المدينة دوراً أساسياً وبارزاً فى حياة الآباء ابراهيم واسحق ويعقوب (أنظر تكوين22: 19، 26: 23-33، 28: 10، 46: 1).  واليوم تعتبر بئر سبع من أكبر مدن الجنوب (صحراء النقب) فى إسرائيل.

بيت لحم
   قرية صغيرة فى جنوب أرض إسرائيل، على بُعد حوالى 10كم جنوب أورشليم إلى الغرب.  لكنها رغم صغرها تعتبر من أشهر المدن فيها (ميخا5: 2)؛ وترجع شهرتها فى التاريخ المقدس إلى أن راحيل زوجة يعقوب المحبوبة ماتت هناك وهى تلد بنيامين، كما أن فيها تدور معظم أحداث سفر راعوث، وفيها ولد داود الملك.  وفوق الكل أن فيها ولد المسيح.  لذلك فقد جاء إليها المجوس بهداياهم ليسجدوا للملك العظيم، وفيها تمت المجزرة الوحشية التى قام بها هيرودس الكبير وقتل صبيان بيت لحم وما جاورها من ابن سنتين فما دون ليتأكد من موت المسيح؛ لكن فشلت خطته (متى 2).

وبيت لحم تعنى بيت الخبز أو بيت الشبع، ولعلها سميت هكذا نظراً لحقولها الخصبة ومراعيها الدسمة (راعوث2، 1صموئيل16، لوقا2).  لكن من الناحية الروحية نحن نعرف أن «خبز الحياة» الحقيقى ولد هناك، ذاك الذى كان مزمعاً أن يقدم نفسه لفداء العالم (يوحنا6: 35، 51).

وتسمى فى الكتاب «بيت لحم يهوذا» أو «بيت لحم أفراتة» لتمييزها عن مدينة أخرى بنفس الإسم فى الجليل على بعد 10كم غرب الناصرة.

بيرية
مدينة فى جنوب مكدونية على بعد 80كم إلى جنوب تسالونيكى، بُنيت فى القرن الخامس ق.م.  وهى تختلف عن الميناء الشهير الواقع إلى جنوب أثينا على البحر الأبيض.  ذهب إليها الرسول بولس مبشراً بإنجيل المسيح، فوجد فيها تجاوباً حسناً مع الإنجيل.  ويمتدح لوقا أهل بيرية قائلاً أنهم كانوا أشرف من الذين فى تسالونيكى إذ قبلوا الكلمة التى كرز بها بولس فاحصين الكتب كل يوم (ليروا) هل هذه الأمور هكذا؛ أى هل تعليم بولس يطابق ما ورد فى الكتاب المقدس (أعمال17: 10-12).  وفعلاً، ما أجمل أن يكون مرجعنا النهائى هو الكتاب المقدس.