هل فكرت يوماً في أهمية عينيك؟هل تتذكر مقدار الالم والتعب الذى عانيت منه عندما تعرضت عيناك لمرض ما أو دخل فيهما شيء غريب؟ لذلك قال الرب يسوع بحق «إن سراج (مصباح) الجسد هو العين» (متي 6: 22) ألا توافق معي أن ما تراه بعينيك يؤثر علي حياتك كلها؟ بل غالباً ما يثبت في ذاكرتك لمدة طويلة؟
لذلك دعنا الآن نذهب إلى طبيب العيون العظيم ليخبرنا عن حالة عيوننا الحقيقية، ويعطينا العلاج المناسب فى حالة الضرورة.
أولاً: العيون السليمة:
1- عين مبصرة: هى عين الشخص الذى يعيش فى النور. الشخص الذى أنار الرب حياته، فانتقل من دائرة الظلمةإلى دائرة النور الإلهى (يوحنا3: 21، 9: 25).
2- عين بسيطة: هى العين التى تنظر فى اتجاه واحد فلا ترى أمامها سوى غرض واحد ولا تنشغل كثيراً بما يدور حولها فتحفظ صاحبها من فخاخ وشباك العدو الكثيرة (متى6: 22).
3- عين مستنيرة: هى عين قد استنارت بقوة وعمل الروح القدس، فأعطت لصاحبها القدرة على التمتع ببركات الله المختلفة والدخول معه إلى العمق (أفسس1: 18-20).
ثانياً: عيون مريضة
1- عين عمياء: هى العين المفتوحة لكنها لا ترى. فصاحبها يعيش فى ظلام كامل يمكن أن يقوده إلى التيهان والضياع. لقد أعماه الشيطان حتى لا يرى نور الحياة(2كورنثوس4: 14).
2- عين شريرة: إنها عين لا تكف عن التفتيش على الشر والنجاسة ولاترى غير ذلك. وفى النهاية تقود صاحبها إلى الظلام الكامل (أمثال23: 6، متى6: 22).
3- عين مشتهية: هى العين التى تشتهى كل ما تراه بدون تمييز، وهكذا تقود صاحبها لإثارة شهوات الجسد وتضع معثرة فى طريقه فتدفعه إلى السقوط السريع. هل تتذكر قصة حواء فى الجنة (تكوين 3: 16)، وداود على السطح (2صموئيل11، متى5: 28)،
4- عين لاتشبع: إنها العين التى لا تكتفى أبداً، بل تفتش على كل ما هو جديد، وهكذا تقود صاحبها إلى الجرى وراء السراب. إقرأ ما قاله سليمان الحكيم فى أمثال27: 20 وجامعة1: 8-10.
5- عين مستكبرة: هى العين المتعالية التى يرى صاحبها أنه أفضل من الجميع فتقوده إلى الكبرياء وعدم الخضوع والطاعة. لكن لا ننسِ أن الله يقول «قبل الكسر الكبرياء» (إقرأ أيضاً مزمور110: 5، أمثال6: 16-17).
6- عين مستهزئة: إنها عين تستخف وتستهزئ بالآخرين بنصائح وتوجيهات الكبار (الوالدين والمعلمين) وهكذا تجعل كلمة الله وتوجيهاته بلا ثمر فى الحياة (مثال30: 17).
7- عين بها جسم غريب: هى عين لا ترى الأمور على حقيقتها. ويشبهها الرب يسوع بالعين التى بها خشبة فتمنع صاحبها من الرؤية الصحيحة لنفسه، وتشغله بالنظر للآخرين والتفتيش عن عيوبهم (متى7: 3).
والآن هل من علاج لهذه العيون المريضة؟
1- حول عينيك إلى الرب فى صلاة قلبية قائلاً: «حوّل عينىَّ عن النظر إلى الباطل» (مزمور119: 37).
2- لتكن عيناك مثبتتين دائماً على وصايا الرب ولتكن هما السراج الذى ينير طريقك (مزمور19: 8، أمثال23: 26).
3- لتنظر عيناك إلى قدامك دائماً وتجنب جولان العينين وتشتيت النظر (أمثال4: 25، جامعة2: 14).
4- تجنب النظرة الثانية لما يقدمه العالم من شهوات، واطرد كل فكر يحاول ابليس أن يشغلك به (مزمور25: 15، أيوب31: 1).
5- انظر إلى نفسك أولاً قبل أن تنظر إلى أخطاء الآخرين. إهتم بامورك الشخصية حتى تكون مرضياً أمام الله (متى7: 3).
والآن ماذا عنك أنت؟ أى نوع من العيون هو عيناك؟
خذ خطوة عملية متكلاً على الرب، معتمداً على قول الكتاب «نظروا إليه واستناروا ووجوهم لم تخجل» (مزمور34: 5).