سفر العدد

لماذا سُمى بهذا الاسم؟
سفـر العـــد د لأنه يسجل تعدادين لشعب إسرائيل؛ الأول فى أصحاح 1 عند خروجهم من أرض مصر، والثانى فى أصحاح 26 قُبيل دخولهم أرض كنعان.

موضوعه: 
يسمى هذا السفر فى التوراة العبرية «فى البرية»، وهذا الإسم هو خلاصة موضوع السفر؛ إذ أنه يسجل لنا رحلة شعب إسرائيل الذى خرج من مصر متجهاً إلى كنعان عابراً برية (صحراء) شبه جزيرة سيناء.

أقسامه:
 
يمكن تقسيم السفر إلى ثلاثة أقسام هامة تمثل ثلاث مراحل للشعب فى البرية:

1- ارتحال الشعب من جبل سيناء إلى الحدود الجنوبية لكنعان (قادش) ص 1-14

2- تمرد الشعب فى قادش ورفضهم دخول كنعان ورغبتهم فى العودة إلى مصر وصدور حكم الرب عليهم بالتيهان والموت وفناء هذا الجيل من سن عشرين سنة فما فوق ص15-19

3- إرتحال الجيل الجديد من قادش ووصولهم حتى الحدود الشرقية لكنعان (موآب) ص20-36 أنظر هذا الجدول التوضيحى:

 الجيل القديم من
سيناء إلى قادش
فترة إنتقالية فنى فيها الجيل
         الأول فى البرية
الجيل الجديدمن
قادش إلى موآب

أصحاح 1 - 14
أصحاح 15 -19
 أصحاح 20 -36
 تعداد 1-4
تعليم 5 -9
ترحال 10 - 14

تيهان
 ترحال 20 - 25
تعداد 26
تعليم 27 - 36


  أهميته:
1- هو السفر الذى يسجل أعجب قصة تيهان عرفها التاريخ، قصة تيهان شعب بأكمله لمدة حوالى 40سنة هلك فيها 600ألف نسمة على الأقل؛ وكل هذا فى طريق لايحتاج لعبوره سوى 11 يوماً فقط!!!

2- مع أن كل أحداث تاريخ شعب اسرائيل تحوى دروساً  عظيمة إلا أنه عن أحداث سفر العدد بصفة خاصة كتب الرسول بولس فى 1كورنثوس 10: 1-12 ليقول أن هذه الأحداث قد أصابتهم مثالاً وكُتِبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور؛ وعليه فالسفر يحوى تحذيرات هامة لنا.

3- هو أقوى سفر فى الكتاب يجسد بشاعة خطية عدم الإيمان من حيث بغض الله لها ونتائجها المدمرة، فعن هذا يقول الرسول فى رسالة العبرانيين3: 17-19 «من مقت أربعين سنة؟ أليس الذين أخطأوا والذين جثثهم سقطت فى القفر، ولمن أقسم لن يدخلوا راحته إلا الذين لم يطيعوا؛ فنرى أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الإيمان».

الدرس العام {الفشل والنعمة}
البرية هى مكان امتحان الإنسان فى الجسد (الإنسان السالك بحسب الطبيعة القديمة).  وهى تمثل الفترة ما بين معرفتنا بالمسيح كمخلصنا وحتى وصولنا إلىه فى السماء.  وفى هذه الفترة نجتاز فى ظروف مختلفة اجتازها شعب إسرائيل نتعلم من خلالها: -

1- عن أنفسنا: فشلنا فى السير مع الله.

2- عن الله: نعمته فى السير معنا. فبينما كان الشعب يتذمر على كل شئ يقدمه الرب؛ كان الرب يُظهر من جانبه كل نعمة فى تسديد أعوازهم واحتماله أخطاءهم وتدبير وسائل علاجهم.

تواريخ وأرقام

يتكون السفر من 36 أصحاحاً، 1288 عدداً؛ ويمكن قراءته فى ساعتين.

كُتب تقريباً سنة 1490ق.م ، ويغطى فترة زمنية حوالى 39 سنة. عندما خرج الشعب من مصر كان عددهم نحو 600،000 (خروج 12: 37).  وبعد نحو سنة واحدة كان عددهم حوالى550. 603  (عدد1: 1).  وقبيل دخولهم للأرض كانوا نحو 730 .603 (عدد26: 51).