1- القدوس
إن الكتاب المقدس يقرر حقيقة مؤكدة وهى أنه «ليس بار ليسا ولا واحد .. الجميع زاغوا وفسدوا معاً ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد» (رومية3: 10، 21). ويقول داود النبى فى المزمور «هأنذا بالإثم صوّرت وبالخطية حبلت بى أمى» (مزمور51: 5). أما شخص ربنا المعبود فقد تميز عن سائر البشر بما فيهم الأنبياء وكتبة الوحى بأنه قدوس. إنه الوحيد الذى ينفرد بطهارة وقداسة مطلقة.
- قبل ولادته قال الملاك للعذراء المطوبة مريم «فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله» (لو1: 35). فهو قدوس ذاتياً مولود بلا خطية. وبعد ذلك ظهر أنه قدوس عملياً. «بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة» (عبرانيين7: 26)
- وفى حياته ، فى مشهد المعمودية عندما نزل إلى نهر الأردن ليعتمد من يوحنا لم تكن له خطية يعترف بها، بل فُتحت له السماء ونزل الروح القدس عليه مثل حمامة والآب شهد عنه قائلاً «هذا هو ابنى الحبيب الذى به سُررت» (متى3: 17).
- وفى البرية عندما كان أربعين يوماً يُجرّب من إبليس لم يستطع ابليس قط أن ينتصر عليه.
- وفى بداية خدمته شهد عنه الشيطان قائلاً «أنا أعرفك من أنت قدوس الله» (مرقس1: 24). وهو نفسه شهد عن نفسه قائلاً للأعداء «مَنْ منكم يبكتنى على خطية» (يوحنا8: 46).
- وفى مشهد الصليب لم يشهد الله لبر المسيح بل ترك الأعداء يشهدون لذلك. فشهد يهوذا الاسخريوطى قائلاً «أخطأت إذ سلّمت دماً بريئاً» (متى27: 4). وشهد بيلاطس قائلاً «إنى لست أجد فيه علة واحدة»، وأيضاً «إنى برئ من دم هذا البار» (متى27: 24). وهيرودس أيضاً فحصه ولم يجد فيه علة (لوقا23: 15). وزوجة بيلاطس أرسلت تحذر زوجها قائلة «إياك وذلك البار» (متى27 : 19) واللص على الصليب يوبخ رفيقه قائلاً «أما نحن فبعدل ننال استحقاق مافعلنا وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس فى محله» (لوقا23: 41). وأخيراً قائد المئة والذين معه لما رأى ماكان مجّد الله قائلاً «بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً» (لوقا23: 47).
- بعد صعوده إلى السماء : أخيراً نأتى إلى شهادة الرُسل عنه. فبولس يقول عنه «لم يعرف خطية» (2كورنثوس5: 21)، وبطرس يقول عنه «لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر» (1بطرس2: 22). والرسول يوحنا يقول عنه أنه «أُظهر لكى يرفع خطايانا وليس فيه خطية» (1يوحنا3: 5).
هل رأيتم هذا الشخص الفريد. إنه الوحيد الذى لم يندم قط على كلمة قالها ولم يعتذر أو يتأسف على أى تصرف عمله. غيره من البشر مَن استغفر الله، أما هو فكان له سلطان أن يغفر الخطايا وقال للمفلوج «مغفورة لك خطاياك» وعن المرأة الخاطئة قال «قد غُفرت خطاياها الكثيرة». غيره مَنْ كانت له أوزار أحنت ظهره أما هو فقد نادى قائلاً «تعالوا إلىّ ياجميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم» (متى11: 28).
من خلال هذه الشهادات الكثيرة عن قداسة المسيح المُطلقة يتضح لنا أنه هو الله الظاهر فى الجسد وفى حياته الإنسانية استطاع أن يُظهر كل صفات الله بكيفية فريدة لا نظير لها. له كل المجد ،،