5- شجرة البكا:
ورد ذِكر هذه الشجرة فى الكتاب المقدس فى مناسبة واحدة هى معركة داود الأولى بعد توليه المُلك، وكانت مع الفلسطينيين (2صموئيل5: 23، 24؛ 1أخ14: 14، 15).
وأشجار البكا هى نوع من شجيرات البلسان. وسُميّت كذلك لأنها إذا جُرحت تفرز مادة صمغية شبيهة بالدموع. وفى مزمور 84: 6 نقرأ عن «وادى البكاء». وسُمىّ كذلك لكثرة انتشار شجيرات البكا فيه.
6- البلسان:
يُقال إن كلمة البلسان مُستمدة من النُطق اليونانى للكلمة العبرية «بعل سمن» أى سيد الزيوت، وذلك نظراً لِما للبلسان من قيمة طبية عالية.
وطول شجرة البلسان من 4 إلى 5 متر وهى دائمة الإخضرار وتُعطى أريجاً رائعاً.
وللحصول على البلسان يتم شق لحاء الشجرة بآلة حادة فتنزف بضع قطرات تتحول إلى حبيبات رائقة ذهبية اللون تُعتبر علاجاً ناجحاً لكثير من الجروح والأدواء.
ويُشير الكتاب إلى قيمة البلسان العلاجية فى نبوة إرميا عدة مرات (8: 22، 46: 11، 51: 8).
وتُشير هذه الشجرة إلى المسيح الذى هو دواء الله لكل أمراضنا الروحية، ودمه الزكى الذى أُريق فوق الصليب هو العلاج الوحيد لمرض الخطية «بُحُبره شُفينا» (إشعياء53: 5).
7- التفاح:
يُشار بها صراحة إلى شخص المسيح فى سفر النشيد (2: 3 ، 8: 5) كمن يُعطى ظلاً وارفاً تطيب للنفس المُعيية الراحة تحته، وأيضاً كمن يمدنا بثمرته الحلوة المُنعشة ذات الرائحة الذكية.
واسم «التفاح» وبالعبرى «تبوح» مُستمد من الرائحة الجميلة التى ينشرها التفاح فى المكان.
وليس صحيحاً أن آدم فى الجنة أكل من شجرة التفاح وأن الثمرة وقفت فى حلقة فنتج عنها مايُسميه العامة بتفاحة آدم. فهذه خُرافة من ضمن الخرافات البشرية التى تذخر بها الكتب المزورة.
8- التين:
أشجار التين متوسطة الارتفاع (من 3 إلى 4 متر) وقد يبلغ طولها فى بعض الأحيان إلى 7 أو 8 متر.
ويمدنا شجر التين بثمار التين الحلوة التى لها شُهرة خاصة، والتى تُذكر نحو 60 مرة فى الكتاب المقدس.
وشجرة التين هى أول الأشجار المعروفة التى ذُكرت فى الكتاب المقدس، إذ نجدها ضمن أشجار الجنة فى تكوين 3. فبعد أن سقط آدم فى الخطية وتعرَّى نقرأ أنه وامرأته خاطا لأنفسهما مآزر من أوراق التين العريضة لستر عريهما (تكوين3: 7).
وفى العهد الجديد نقرأ عن نثنائيل (أحد رُسل المسيح) أنه اختلى مع الله فى شركة انفرادية تحت ظل شجرة التين. وبينما آدم حاول أن يُخفى عريه من أمام الله بورق التين فجلب على نفسه الشقاء، وعلى الأرض اللعنة، فإن نثنائيل كشف نفسه تماماً فى محضر الله «لا غش فيه» (يوحنا 1: 47) فنال البركة. وهكذا كل من يكتم خطاياه لاينجح، ومن يعترف بها أمام الله، ويقر بها ويتركها فإنه يُرحم (أمثال28: 13).
ومن خواص التينة الغريبة ظهور الثمر فيها قبل ظهور الورق. فإذا ظهرت الأوراق دون ظهور الثمر كان هذا دليلاً على أن التينة لن تُثمر فى تلك السنة. ولهذا لعن الرب شجرة التين التى كانت عليها أوراق دون ثمر (مرقس11: 12-14، 20، 21). والحادثة كلها صورة لإسرائيل بحسب الجسد (لوقا31: 6-9) التى انتظر الرب عليها طويلاً لعلها تُثمر (ولهذا فالرب لم يلعن التينة إلا فى آخر حياته قُبيل الصليب). ولماذا لم يُثمر اسرائيل لله؟ السبب لأن الإنسان بقوته الذاتية لايستطيع البتة أن يُثمر لله ويمجده (رومية3: 12؛ يوحنا15: 5).
وأخيراً نقول أن الجلوس تحت الكرمة والتينة هو تعبير عن السلام. ولقد حدث هذا فى أيام سليمان (1ملوك4: 25) وسيتكرر بصورة أعظم تحت سيادة رئيس السلام في المُلك الألفي (ميخا 4: 4) ; زكريا 3: 10)