مشكلة هذا العدد يطرحها الصديق أ.ع.د   من القاهرة ملخصها :

*  أنا طالب عمرى 18 سنة، متفوق فى دراستى، تعرفت بالرب منذ عدة سنوات.  مشكلتى هى الخجل - فأنا أعانى من عدم القدرة على مواجهة الناس والإندماج معهم، وعندما أوجد فى وسط مجموعة من الناس أشعر داخلياً أن كل الناس (واخدة بالها منى) وهذا يجعلنى أُفضَّل أن أكون بمفردى.  وإذا حاولت الإندماج مع أىة مجموعة ألاحظ أنهم لايتجاوبون معى.  فما الحل فى نظركم؟

- الحقيقة أن الخجل هو عاطفة من عشر عواطف أساسية تتكون من إندماجها معاً بقية العواطف البشرية.  وبالطبع لابد من توافره إلى حد ما فى كل إنسان.  ولو تخيّلت معى أن الناس جميعاً لم يعودوا يخجلون لصارت الحياة مهزلة كُبرى.  لكن تختلف درجة الخجل من الرجال إلى النساء ومن عمر إلى آخر بل ومن شخص إلى آخر فى نفس العمر.  ومن المعروف أن أكثر مراحل العمر تميزاً بالخجل هى مرحلة المراهقة التى تنتهى غالباً فى بداية العشرينات.  ولايُعتبر الخجل مشكلة إلا إذا أعاق صاحبه عن مزاولة أشياء هامة فى الحياة كالذهاب لكليته أو عمله أو حضور الإجتماع وخدمة الرب ... إلخ.  وكثيراً مايكون الخجل هو الأسلوب الذى يواجه به الشاب شعوره بالنقص فى ناحية أو أكثر من نواحى الحياة،  ففى هذه الحالة يُقيِّم الشاب نفسه من خلال ردود أفعال الآخرين تجاه تصرفاته ويشعر أنه أقل منهم، وعندما لايجد التقدير الذى يتوقعه منهم فى معاملتهم معه يقول لنفسه » آه هذا ماكنت أخشاه فأنا لست كفواً للإندماج مع الناس والأفضل لى أن أنسحب لأوفر على نفسى مزيداً من الإحراج «.  وهكذا تزداد المشكلة يوماً بعد يوم.  لكن يبقى أن الخجل كمشكلة نفسية هو من أسهل المشاكل فى علاجها وكثيراً مايحدث التحرر من الخجل دون مساندة من أحد.  والآن أقدم لك بعض النصائح:

(1) إهتم بجدية شديدة بشركتك مع الرب، ليكن ضميرك طاهراً وقلبك مشغولاً بالمسيح وادرس كلمته باجتهاد واشبع به وحينئذ ستتشبه بسيدنا الذى لم يكن - تبارك اسمه - مشغولاً بنفسه أبداً أو بتقدير الناس له، بل على العكس كان دائم التفكير فى الآخرين فى محبة شديدة لهم وتعب دائم لأجلهم وأعتقد أن هذا أعظم علاج للخجل.

(2) إن شعورك أن كل الناس (واخدة بالها منك) هو مجرد شعور لكنه ليس الواقع لأن كل واحد من الناس عنده مايكفيه من مشاغل أو مشاكل (ليأخد باله منها) فأنت لست مركز الكون لكى يتفرغوا لك فاطرد هذا الفكر من ذهنك فيختفى عندك هذا الشعور.

(3) إن حكمك على الناس أنهم لايتجاوبون معك إذا حاولت الإندماج معهم يوضح أنك من النوع الذى يتوقع النتائج السريعة ولذلك تفشل.  فالإندماج والصداقة لايتولدان من لقاء بل من مواقف متعددة وعشرة طويلة.

(4) حاول أن تكتب قائمة بالمواقف التى تسبب لك الخجل متدرجة من الأقل إلى الأكثر حرجاً بالنسبة لك، ثم ابدأ بمواجهة المواقف التى تُسبب لك خجلاً قليلاً نسبياً وكرر المواجهة مرة ومرات مُصلياً إلى أن تنتصر فيها لتنتقل للأكثر صعوبة وهكذا. 

وأخيراً أقول لك: كلما قلَّ تفكيرك فى نفسك كلما أرحتها منك واسترحت أنت منها.

مشاكل وردود سريعة :

- «أرفض الله تماماًً لأنه لايحبنى.  عندى أدلة كثيرة على ذلك وليس عندى دليل واحد عكس ذلك».


وأنا أوافقك تماماً (حتى دون أن تتعب وترسل أدلتك) على رفض هذا الإله الذى لايحبك لكنى بكل يقين أؤكد لك أن هذا الإله الذى لايحبك ليس هو الله الحى الحقيقى أبا ربنا يسوع المسيح، الذى أحبك وبذل ابنه الوحيد لأجلك.  لذلك أنا أدعوك لتأتى الآن وتتعرف عليه وعندها ستعرف أنه أحبك بلا حدود ويحبك إلى المنتهى - إقرأ (يوحنا3: 16 ؛ رومية5: 8، 10، 8: 32؛ 1يوحنا4: 8-10). 

- «أسرح عندما أقرأ الكتاب وأنام فى الصلاة - ماذا أفعل؟      

دعنى أسألك كيف تقرأ الكتاب ؟؟ كن رجلاً جاداً فى دراسته ولن تسرح أبداً.  أما من جهة الصلاة فأنا أعتقد أنك لاتنام فى الصلاة لكنك تصلى وأنت نائم، لذلك حاول أن تجرب الصلاة وأنت مستيقظ.  إقرأ (1تيموثاوس4: 13 ؛ 1بطرس4: 7 ؛ متى26: 41).