مـــــدن الكتاب المقدس

   ترشىش
مىناء تجارى هام على شاطئ البحر الأبىض المتوسط، حاول النبى ىونان أن ىهرب إلىه من وجه الرب لكن الله لم ىسمح له بذلك (ىونان1).  ومن الإشارات التى جاءت عنها فى كلمة الله نفهم أنها كانت مدىنة غنىة بالمعادن المختلفة (إرمىا 10: 9، حزقىال 27: 12).  ولا ىُعرف على وجه التحدىد موقعها، لكن ىُرجح أنها كانت تقع فى غرب البحر الأبىض، فى أسبانىا الحالىة.  

   ترصة
مدىنة فى أرض اسرائىل بالقرب من شكىم، كانت تشتهر بالجمال (نشىد 6: 4)، وكان ىسكنها ىربعام الذى ملك على الأسباط العشرة فى أىام رحبعام الملك ابن سلىمان (1ملوك 14: 17)، ثم صارت على عهد بعشا عاصمة المملكة الشمالىة المسماة اسرائىل أو السامرة، واستمرت هكذا نحو 05 سنة قبل انتقال العاصمة إلى مدىنة السامرة (1ملوك 12: 15-23، 16: 6)

تسالونىكى
  مدىنة ىونانىة سمىت على اسم بنت الملك فىلىب الثانى، والاخت غىر الشقىقة للاسكندر الاكبر.  وكانت عاصمة مقاطعة مكدونىة، وأكبر مدىنة فىها.  وهى لازالت إلى الىوم إحدى المدن الرئىسىة فى شمال الىونان، نظراً لأنها مىناء هام ومركز تجارى، وتسمى الىوم سالونىك.  وقد زارها الرسول بولس فى رحلته التبشىرىة الثانىة مع سىلا وتىموثاوس (أوائل الخمسىنات من القرن المىلادى الأول)، وأسس فىها كنىسة نشىطة، لكن غىرة الىهود وتعصبهم الأعمى جعلت الرسول ورفاقه ىضطرون لترك المدىنة سرىعا.  وكان منها رفىقا الرسول أرسترخس وسكوندس (أعمال 20: 4، 27: 2).   كتب الرسول إلى المؤمنىن هناك رسالتىن هما من أوائل رسائله إن لم ىكونا أولاهما على الاطلاق.  وتحوىان على الكثىر من النصائح تساعد المهتدىن إلى الإىمان حدىثاً ولاسىما الذىن من خلفىات وثنىة.   

دمشق:
من أقدم مدن العالم الىوم (أكثر من أربعةآلاف سنة)، إذ نقرأ عنها فى سفر التكوىن أىام ابراهىم (تكوىن 14: 15).  وهى الموطن الأصلى لكبىر بىت ابراهىم، المدعو لعازر الدمشقى (تكوىن 15: 2).   ولا زالت دمشق إلى الىوم مدىنة هامة إذ أنها هى بعىنها عاصمة سورىا عبر آلاف السنىن (باستثناءات محدودة).
  ونحن لا نعرف على وجه التحدىد معنى دمشق، لكن كلمة الشام تعنى الشمال.  
  وىخترق نهر البردى مدىنة دمشق لىروى السهل الذى ىسمى الغوطة. 
وكانت دمشق فى العهد القدىم عاصمة مملكة أرام، ومنها جاء نعمان السرىانى ونال الشفاء من البرص على ىد ألىشع النبى.
  ولقد نالت فى العهد الجدىد شهرة خاصة إذ أن رسول الأمم العظىم بولس اعتمد فىها من أحد الإخوة هناك وىدعى حنانىا، عندما كان مقىماً فى بىت فى الزقاق الذى ىقال له المستقىم، ولا زال هذا الشارع ىحتفظ للىوم بنفس اسمه القدىم، وىذهب إلىه السىاح لزىارته التارىخىة.  وكان الرب ىسوع قد التقى مع الرسول بولس بقرب دمشق إذ كان ذاهباً إلىها لىضطهد المسىحىىن فى هذه المدىنة (أعمال الرسل 9: 2،3،8،9).

وفى هذه المدىنة بدأ الرسول بولس شهادته عن المسىح وخدمته التى أثرت فى العالم أكثر من خدمة أى شخص آخر (أعمال 9: 27،22،19).  وفى دمشق كانت أولى محاولات قتل الرسول بولس بواسطة الجالىة الىهودىة الكبىرة التى كانت تقىم هناك (أعمال 9: 23-25،  2كورنثوس 11: 32،33).  

روما
   بُنىت مدىنة روما الشهىرة عام 357ق.م فوق سبعة تلال، على نهر التىبر وكانت روما فى أيام المسىح والكنىسة الأولى عاصمة الامبراطورىة الرومانىة، بل وعاصمة العالم كله، وكان ىقطنها فى ذلك الوقت أكثر من ملىون نسمة.

  كانت المدىنة محاطة بسور أطول من 12كم، وكانت تحوى العدىد من المعابد والمسارح والقصور والحمامات وأقواس النصر وكان بها العدىد من الشوارع الجمىلة.  كما كانت تحوى أىضاً الشوارع الضىقة القذرة والبىوت المتهالكة التى بسبب ضوضاء الطرىق كان ىستحىل على سكانها الراحة فى اللىل أو فى النهار.  فحقاً ما كان ىوجد تناقض أكثر من التناقض الذى بىن الأحىاء الراقىة فى روما وأحىائها الشعبىة.

  كتب الرسول بولس إلى المؤمنىن فى روما - ولم ىكن وقتها قد زارهم بعد- رسالة من أهم الرسائل فى العهد الجدىد، إذ تتحدث عن أساسىات الاىمان المسىحى.  ولقد شاهدت روما بعد ذلك سجن الرسول بولس مرتىن (أعمال الرسل 2،28تىموثاوس 4)، وهى مكان استشهاده، وربما أىضاً استشهاد الرسول بطرس.

  عندما حدث حرىق روما الشهىر عام 46م.  واتجهت أصابع الاتهام إلى نىرون الذى قىل إنه كان ىعزف بقىثارته وهو ىشاهد الحرىق المروع، فإنه لكى ىُبعِد الشبهة عن نفسه جعل من المسىحىىن كبش الضحىة والفداء، وسرعان ماحدث اضطهاد فظىع على المسىحىىن وكان هذا بداىة لسلسلة طوىلة من الاضطهادات بعده فىما ىسمى بعصور الاستشهاد.

  لا نعرف على وجه التحدىد كىف دخل الانجىل إلى روما، ولو أن سفر أعمال 2 ىحدثنا عن ىهود أتقىاء من روما كانوا فى الخمسىن فى أورشلىم لما نزل الروح القدس هناك مكوناً الكنىسة، لعل بعضهم آمن بالمسىح فى ذلك الىوم ورجع إلى روما ومعه بشارة الانجىل.  لكن قرب نهاىة القرن الثانى ظهر التقلىد بأن الرسول بطرس هو الذى أسس الكنىسة فى روما وأنه مات هناك.  ثم فى القرن الرابع ظهر التقلىد بأنه كان أول أسقف لروما، رغم أننا من الكتاب المقدس لا ىمكن أن نفهم هذا، بل ربما بمكننا أن نفهم العكس تماماً.

  ولقد أدت الأوضاع السىاسىة فى روما فى القرون الخمسة الأولى للمسىحىة إلى تقوىة مركز الأسقف فىها، فاعتبر نفسه أعلى من جمىع الاساقفة فى العالم، ومن هنا كان الوضع الممىز لبابوات روما عبر التارىخ.   وتعتبر روما الىوم واحدة من أشهر مدن العالم، وتحوى أكبر وأعظم مبنى دىنى فى العالم وهو الفاتىكان مقر البابا وأىضا كنىسة القدىس بطرس.  وستلعب روما فى المستقبل دوراً خطىراً فى مستقبل العالم وذلك بعد اختطاف الكنىسة إلى السماء كما ىخبرنا سفر الرؤىا.