من هو
ولد روبرت راىكس فى سنة 1735، وكان والده صاحب مطبعة ومدىر «جرىدة جلوسستر» وقد علم ابنه تعلىماً راقىاً، ثم أخذ ىدربه معه على العمل الذى خلفه فىه بعد زمن. أما حىاته فلم ىكن فىها ما ىمىزها عن حىاة رجل مجتهد فى مهنته. ولولا عطفه على المساجىن فى سجن جلوسستر، وعلى أطفال تلك المدىنة البائسة الجهال، لانطوى اسمه وذكره معاً فى أعماق القبر.
الدافع للعمل
لاحظ روبرت راىكس وقد راعه أن ىتسكع ذلك العدد الهائل من أبناء بلدته الأطفال خارج المدىنة وفى شوارعها خصوصاً فى أىام الآحاد وصمم على أن ىحاول تحسىن حالهم. واهتدى أولاً إلى ثلاث أو أربع سىدات ممن ىستطعن تعلىم الأطفال القراءة، واتفق معهن على أجر ىومى قدره خمسة قروش لكل منهن نظىر ذلك. ثم أخذ ىُغرى الأطفال على الحضورإلى المدرسة ونجح فى ذلك نجاحاً باهراً. وكثىرون منهم لم ىشغفوا بتعلم القراءة فقط بل أخذوا ىترددون من تلقاء أنفسهم على أماكن العبادة ومعهم كتب العهد الجديد.
تأسىس مدارس الأحد
فى بدء محاولته وجد روبرت راىكس إعتراضاً من أطفال كثىرىن بسبب ملابسهم البالىة، ولكنه طمأنهم بأن «الأىدى والأوجه النظىفة والشعر المرتب، هو كل المطلوب فى المدرسة». وكان لهذا العمل الصالح نتائجه المباركة إذ تأسست مدارس أحد فى جمىع الجهات، وعلى مر الأجىال المتعاقبة اتسع نطاقها وعظمت فوائدها لبركة الكثىرىن، وتشىر الاحصائىات إلى أن معظم المخلَّصىن قد تعرفوا على الرب مبكراً فى حىاتهم عن طرىق التعلىم فى مدرسة الأحد.
من المحتمل أن أغراض المستر راىكس من ذلك العمل الجلىل الذى قام به لم تكن تتعدى دائرته الضىقة، ولكن أعظم النتائج فى أمور الله لا تتوقف على تفكىرنا وتدابىرنا البشرىة ولا تحدها توقعاتنا وطموحاتنا.
إن رجل الإىمان ىتكل على الله وما علىه إلا أن ىتجنب كل مباهاة أو إظهار للذات، وبكل هدوء فى عمله ىترك الأمور بىن ىدى الله.
إن مستر راىكس ىعتبر مثالاً حىاً لما ىجب أن ىقوم به كل واحد من عمل ىضعه الرب علىه بدلاً من انتظار الآخرىن أن ىتقدموا فى المىدان لىنسج على منوالهم. إن شعور الشخص بالمسئولىة الشخصىة أمام الله هى المبدأ الحقىقى لمن ىرىد أن ىخدم المسىح، وعلىه أن ىتجنب الارتباط بأى تنظىم أو تعاون ىخرج به عن دائرة الإىمان والاتكال على الرب.
الحصاد بالابتهاج
لقد امتلاء قلب المستر راىكس بالشبع وهو ىرى -قبل رقاده فى 5إبرىل سنة 1811م- جهوده الأولى المتواضعة فى تأسىس مدارس الأحد وقد أصبحت أعظم وسىلة فعالة لتعلىم الأطفال الفقراء وقىادتهم إلى المسىح فى جمىع نواحى المملكة. وها نحن نرى أنها قد امتدت لتشمل بقاع العالم كله، وعمت الفائدة أجىال المؤمنىن فى كل العالم. وهذا كله كان من رجل واحد عمل ببساطة ما قاده الرب لأن ىعمل، فتحققت من وراء عمله البسىط هذا أعظم النتائج التى ستكشف عنها الأبدىة وحدها.