مَدينٌ حائر

  مرض ... وطال مرضه جداً؛ وكان يُشرف علي علاجه طبيب ماهر.  ولما نفذ مال المريض ظل الطبيب يشرف علي علاجه، وكان يسجل مستلزمات مرضه في سجله الخاص.  وأخيراً تماثل للشفاء وابتدأ يستعيد صحته. 

وبعد بضعة أيام، تسلم المريض خطاباً مسجلاً مختوماً بخاتم الطبيب، فأدرك علي الفور أنه يحوي قائمة حساب الدواء وأتعاب الطبيب.  ولفقره الشديد وضع الخطاب في أحد الأدراج دون أن يفكر في فتحه.  وظل أياماً بلياليها لا يجد للنوم طعماً ولا يجد للطعام مذاقاً، وهو يفكر بحزن وقلق في كيفية وفاء هذا الدين الكبير.

  وبعد صراع طال، لم يجد مناصاً من فتح الخطاب.  ولدهشته الكبيرة، وجد بداخله مخالصة عليها طابع دمغة، ومكتوب في نهاية الإيصال: «خالص مع الشكر». لم يصدق الرجل عينيه، وأعاد القراءة مرات؛ وفي النهاية فاض قلبه بالفرح والاطمئنان إذ تأكد من سداد الدين.  ثم ذهب ليشكر الطبيب الذي كان مؤمناً وإذ عرف بفقر المريض سامحه بكل الدين.

صديقي، لقد تراكمت ديون خطاياك ساعة بعد الأخري، ولعل ضميرك قد تثقل بحمل الخطايا، لعلك أيضاً قد أفرغت كل جهدك بحثاً عن وسيلة للسداد فلم تجد، وهكذا صرت تتحاشي الله وكلمته ظاناً أنها تطالبك بسداد ما عليك. لكن ابشر، إن الله يريد أن يحسن إليك بسداد ديونك دونما مقابل؛ لقد وفي الرب يسوع علي الصليب كل الدين، وهو يدعوك اليوم لتستريح من ثقل خطاياك.  فهلم إليه بالإيمان، تنل عفواً عن كل ما مضي.