1- الطريق الاول: قال الرب يسوع «أنا هوالطريق» (يوحنا 14: 6).
2- الطريق الثاني: «ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين» (يهوذا11).
«توجد طريق تظهر للأنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت» (امثال 14: 12؛ 16: 25).
وسنري هذين الطريقين في أول ابنين ثم في اثنين كانا في مكان واحد، ثم في ابنين أخرىن، وأخيراً في إنسانين صعدا إلى الهيكل ليصليا....
أول ابنين
نقرأ عنهما في تكوين 4 وهما: قايين الذي كان يعمل في الأرض، وهابيل الذي كان راعياً للغنم. وحدث أن قايين قدم من أثمار الأرض؛ أي مما تعب فيه وزرعه، لكن الرب لم ينظر إلى ما قدم. أما هابيل فقدم من أبكار غنمه ومن سمانها، فنظر الرب إلى قربانه.
طريق قايين يكلمنا عن طريق الأعمال، وويل لمن يسلك هذا الطريق... فأين الدم في هذه التقدمات؟ إن الكتاب المقدس يعلمنا أنه «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عبرانيين 9: 22). ثم مهما عمل الخاطي؛ هل تستطيع هذة الأعمال المحدودة أن تعوّض الله غير المحدود؟ كما أن أجرة الخطية هي موت (رومية 6: 23)؛ ولانقرأ مطلقاً أن أجرة الخطية صوم، صدقة،.... أما هابيل فنقرأ عنه في عبرانيين 11: 4 «بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين. فبه شُهد له أنه بار إذ شهد الله لقرابينه وبه وإن مات يتكلم بعد». لقد عاش هابيل مع أبيه آدم، وبالتأكيد سمع منه أيضاً عن الذبيحة التي صنع منها الرب الإله الأقمصة التي من الجلد؛ لذا قدم الذبيحة التي بها شهد الله له أنه بار. ومن هنا نفهم أن الله لايقبل من الخاطئ مايعمله أو يتعب فيه.
اثنان كانا في مكان واحد
اقرأ جيداً قصة الساقي والخباز في تكوين40؛ كلاهما أخطأ وأذنب في حق سيده ملك مصر؛ وقد وضعهما فرعون في الحبس، وحلم كل منهما حلماً في ليلة واحدة. وحلم رئيس السقاة يرينا طريق الخلاص والنجاة، فهو يلتجيء إلى الكرمة التي تذكرنا بالرب يسوع الذي قال في يوحنا15: 1 «أنا الكرمة الحقيقية»؛ ونراه يلتجيء إلىها وكأسه فارغة، لم يكن فيها شيء إطلاقاً، يأخـذ العنب ويعصره وعصير العنب اسمه في كلمة الله «دم العنب» (تكوين49: 11، تثنية32: 14) والنتيجة هي نجاة وخلاص رئيس السقاة. أما رئيس الخبازين فحلمه يرينا أنه سلك طريق قايين؛ طريق الأعمال، حيث كان يحمل على رأسه ثلاثة سلال حواري (أي خبز أبيض( وأيضاً من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز، لقد تعب كثيراً في عملية الخبيز، ثم حمل ما خبزه على رأسه؛ لكن فرعون لم يأكل من كل هذا، بل الطيور هي التي كانت تأكل من السل؛ والنهاية كانت: «يرفع فرعون رأسك عنك ويعلقك على خشبة وتأكل الطيور لحمك عنك» (تكوين40: 19). أمام العين البشرية قد يري رئيس الخبازين أفضل من رئيس السقاة؛ ولكن أمام الله كان رئيس السقاة أفضل.
إبنان آخران
حكي قصتهما الرب يسوع في لوقا15: 11-32 (يرجي قراءة هذا الجزء جيداً( ولاحظ أن الابن الأصغر رجع إلى أبيه دون أن يكون معه شيء يقدمه له، بل أتي إلىه كما هو في تعاسة الخطية (ع14) وعبوديتها (ع15،16)، أتي إلىه جائعاً حافياً عارياً برائحته الكريهة، ولكنه إذ كان لم يزل بعيداً رآه أبوه فتحنن، وركض ووقع على عنقه وقبله (ع 27). وأمر الأب عبيده أن يخرجوا الحلة الأولي (أفضل ثوب( ويلبسوه، ويجعلوا خاتماً في يده وحذاء في رجليه... وهكذا تدفقت عطايا المحبة والنعمة. أما الابن الأكبر فقد كان في الحقل (ع25)، والحقل يرينا العمل، وكان متمثلاً بقايين سائراً في طريقه... ثم نراه يقول لأبيه «ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك...». إنه يقدم كشف حساب أعماله... لكن يسدل الستار على هذه القصة والابن الأكبر لايزال خارجاً؛ لأنه «ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أفسس2: 9).
إنسانان صعدا ليصليا
اقرأ جيداً لوقا 18: 9-14، ولاحظ معي أن هذين الرجلين يتفقان في الأصل الواحد «إنسانان»، وفي السبيل الواحد حيث «صعدا إلى الهيكل»، وفي الغاية الواحدة «ليصليا»؛ لكن من هنا تبتديء زاوية الانفراج بينهما تتسع إلى أن تفصل بينهما في النهاية تلك المسافة غير المحدودة «هوة عظيمة» (لوقا 16: 26). فالفريسي وقف يصلي في نفسه ومن نفسه وعن نفسه، ولم تذهب صلاته إلا إلى نفسه «أنا... إني... أصوم... أعشر»، ذكر اسم الله مرة واحدة، وليس ليشكره ولكن ليهنيء نفسه، وذكر باقي الناس ولم يكن مصلياً لأجلهم بل محتقراً إياهم، وكانت صلاته خإلىة من الاعترافات ومملوءة بالإعلانات عن نفسه. أما العشار فوقف من بعيد، كما يقف الأبرص الشاعر بنجاسته، ويصف الرب يسوع اتضاعه ويرينا كيف كانت صلاته. وما أعظم الفرق بين معني الكلمة «هذا» التي نطق بها المسيح، وبين معني الكلمة عينها على لسان الفريسي!! «هذا» كلمة فاه بها الفريسي مشيراً إلى العشار إشارة تحقير وازدراء «ولا مثل هذا العشار». «هذا» كلمة نطق بها المسيح مشيراً إلى العشار إشارة تقدير وثناء «أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك».
أخي، إن طريق الخلاص واضح «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك» (أعمال 16: 31). تعال إلى الرب يسوع كما أنت... اعترف له أنك الخاطيء المشحون بالخطية... اعترف له أنك فاشل وعاجز... ثق فيه وفي محبته وفي ذبيحته فتنال الخلاص والحياة والغفران.