ما أكثر الذين يسمعون و يقرأون، ولكن ما أقل الذين يطيعون ويعيشون. وفي هذه السلسلة سنري فتياناً لا عيب فيهم، أحبوا الرب و لم يحبوا حياتهم حتي الموت. وعن يقين قالوا للقداسة نعم و للنجاسة لا... للقناعة نعم وللطمع لا. أمسكت الخطية بثيابهم فتركوها، عرضت عليهم أجمل القصور فلم يسكنوها، عندما نمت حباب الخمر مرقرقة في الكؤوس لم يشربوها. أعرف شابا أقصرياً عُرض عليه مركب سياحي ثمنه مليون من الجنيهات فلم يقبله. تُري ما سر هذا الرفض؟ لماذا لا يحب هؤلاء العالم ببريقه وجماله؟ شباب مختلف أو ربما في نظر البعض متخلف. دور السينما لا يرتادونها والمكيفات لا يتعاطونها، ويندهش العالم من أمرهم ويستغربون أنهم لا يركضون معهم إلي فيض هذه الخلاعة عينها (1بطرس 4: 4)؛ فلابد أن هناك عالماً أفضل ينتظرونه، ووطناً أفضل يبتغونه، ومالاً أفضل يدخرونه، بل ومحبة أبقي و أسمي سبَت قلوبهم و حاصرتهم.
ومن هذا المنطلق، ماذا يفعل شاب، بيع عبداً في بلاد غير بلاده، أمام الإغراءات اليومية لسيدة القصر وفي غياب سيده المصري؟ هذا ما سنراه في الحلقة القادمة إن شاء الرب وعشنا .