حياة فى رضاه


  ظل يعمل ليلاً ونهاراً بجدٍ وإتقانٍ.  إنه أول عمل يقدمه للجمهور فربما يصبح بعده الفنان أو الشخص مشهوراً، وجاءت لحظة التدشين لهذا العمل العظيم بعد أن أفرغ فيه كل فنونه ومواهبه، تمثال رائع من المرمر، فتراكضت الجماهير نحو هذا العمل الخطير، وكانت تصفق بحرارة، لكن ظل صانع التمثال يقف بكل ثبات لم يعبأ بهتاف الهاتفين، حتى استقرت عيناه على شيخ كهول فاقترب من صاحب التمثال وقال له يا ميخائيل يعوز هذا التمثال شيء آخر، فأجاب الصانع باهتمام وما هو؟ فأجابه بهدوء وابتسام: النطق! وكان هذا تقدير المعلم لتلميذه الذى أصبح فيما بعد أعظم فنان فى النحت ألا وهو ميخائيل أنجلو.

  لقد كان كل همه رضى معلمه اكثر من رضى المحيطين به.   أصدقائى:  إن الرب يعلم كل شئ فينا وحولنا، وحياتنا على الأرض ليست لنا، فنحن غرباء ونزلاء، لذلك نحرص أن نكون مرضيين عنده.

فإن ابتسم لنا لا يهمنا عبوسة من حولنا وإن عبس هو فى وجوهنا فان ابتسامات الجماهير وتصفيقهم يجب ألا يحرك ساكناً لنا.

  تأمل معى قول الرسول:

أفأستعطف الآن الناس أم الله؟ أم أطلب أن أرضى الناس؟ فلو كنت بعد أُرضى الناس لم أكن عبداً للمسيح
(غلاطية 1: 10)

فما أجمل هذه الحياة.. . حياة في رضاه (مزمور 30: 5)