رسالة رومية

خلفية تاريخية:

لم تتأسس الكنيسة في رومية بواسطة أحد الرسل أو المعلمين البارزين، لكن من المحتمل أن تكون قد تأسست بواسطة بعض الذين خلصوا في أورشليم في يوم الخمسين الذين كانوا من روما (أعمال 2).

ولم يكن عند الأخوة هناك فكر واضح وسليم عن ما هو حق الإنجيل بالإضافة إلى أنه كانت لديهم بعض الأفكار المشوهة عن الانجيل كما يكرز به بولس الرسول.

لذلك ساق الروح القدس الرسول بولس ليشرح لهم بمنطق رائع وترتيب بديع ما هو حق الإنجيل ليضع لهم الأساس الروحى المتين الذى يمكن أن يرتفع عليه بناء روحى قوى، ففهم ما فى رسالة رومية فهماً صحيحاً يؤسس النفس ويهيئها لمزيد من التعاليم المسيحية السامية، وبدون فهمها يصعب فهم بقية أسفار العهد الجديد.  وقد كان هذا سنة 85م تقريباً من بيت أحد الأخوة فى كورنثوس اسمه غايس وعلى يد أخ اسمه ترتيوس وأوصلتها للإخوة فى رومية أخت اسمها فيبى.

 موضوع الرسالة:

إن الله كما هو معلن في الناموس (خروج 23: 7) لا يبرر المذنب، إذ أن بره وعدله يقضيان بإدانة المذنب لا بتبريره، بل إن من يبرئ المذنب مكرهة عند الرب (أمثال 17: 15)، كما أن الله أيضاً قدوس يكره الخطية  وعيناه أطهر من أن تنظر الشر (حبقوق 1: 13)، فكيف يمكن لله وهذه هي طبيعته أن يبرر الأنسان وهو من جهة مذنب بسبب ما ارتكبه من خطايا ومن جهة أخرى فاسد ومستعبد بسبب الخطية الساكنة فيه؟ هذا هو سؤال الدهور (أيوب 9: 2)، وهذا هو ما تجيب عليه رسالة رومية، إذ ترينا أن الله أوجد وسيلة وهي موت ابنه على الصليب بها يمكنه أن يبرر المذنب من خطاياه ويعتقه من خطيته دون أن يناقض طبيعته ودون عمل من جانب الأنسان! كيف يمكن أن يكون هذا؟  هذا ما تشرحة الرسالة.

أهميتها:

إن فهم رسالة رومية ينتج:-

1- تمتعاً عميقاً على أساس متين بالسلام مع الله من جهة الماضي والحاضر والمستقبل (رومية 5: 1-11).

2- حرية حقيقية من عبودية الخطية وعيشة بقوة فى حياة الانتصار (رومية8).

3- إستعداداً حقيقىاً للتكريس العملى وإختبار ما هى إرادة الله فى حياتنا (رومية 12: 1، 2).    

 تواريخ وأرقام:

- أرسل الرسول هذه الرسالة إلى رومية حوالي سنة 58م وزارها بعد هذا سجيناً حوالي سنة 60م وقضي فيها سنتين مسجوناً لكن كارزاً أيضاً واستشهد فيها حوالي 67م.

- مدينة رومية بناها روميوليس حوالي سنة 753 ق.م على آحد الجبال السبعة هناك لكن امتدت بعد هذا لتشمل الجبال  السبعة جميعها.

- تحتوي الرسالة على 16 أصحاحاً، 432 عدداً، ويمكن قراءتها في أقل من ساعة.

- وردت فيها كلمة الانجيل 10 مرات والنعمة 21 مرة والبر أكثر من 40 مرة والإيمان 40 مرة

أقسامها:

1- مقدمة

   
1: 1- 18
 يشرح فيها الرسول علاقته بالإنجيل وعلاقة خدمته للإنجيل بالأمم ومعنى الإنجيل.

2- جزء تعليمى                                      

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1: 19 إلى 8: 39
أ- 1: 19 إلى 3: 20


 

 

ب- 3: 12 إلى 5: 11


 

ج- 5: 21 إلى 8: 39                          


 

   

قبل أن يقدم الإنجيل كحل لمشكلة الأنسان يؤكد فى البداية وجود

المشكلة فيثبت ببراعة أن كل البشر يهوداً وأمماً من مختلف فئاتهم

1- أخطأوا فهم مذنبون      2- فيهم الخطية فهم فاسدون

3- بلا عذر فهم مُدانون      4- عجزوا عن حل مشكلتهم فهم هالكون

الإنجيل يحل مشكلة الخطايا:-

1- من الناحية القضائية أمام الله 3: 12 إلى 4: 25

2- من الناحية الاختبارية للإنسان 1: 5 إلى 11

الانجيل يحل مشكلة الخطية:-

1- من الناحية القضائية أمام الله 5: 21 إلى 6: 7

2- من الناحية الاختبارية للأنسان 7: 8 إلى 7: 39

3- جزء قومي


 

9 إلى 11


 فيه يشرح الرسول علاقة الانجيل كما سبق وشرحه فى الجزء التعليمى الأول-أى تبرير الأنسان أمام الله وتمتعه بكل بركات الله بغض النظر عن جنسه- مع ما سبق الله وأعطاه من مواعيد لجنس معين هو اليهود
4- جزء عملي 12: 1 إلى 15: 13
 كيف يؤثر الإنجيل فى سلوك من يقبله مع الله ومع الناس عامة وتجاه الوطن
5- خاتمة 15: 14 إلى 16: 27
 فيه يوضح الرسول الغرض من كتابته للرسالة ويرسل سلاماً لأسماء كثيرة من القديسين فى رومية.

الآية المفتاحية :

«لأنى لست أستحى بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودى أولاً ثم لليونانى . لأن فيه معلن بر الله بإيمانٍ لإيمانٍ كما هو مكتوبٌ أمَّا البار فبالإيمان يحيا»  (رومية1: 16 ،17)