النظر و الثمر

  سأل الرب إرميا فى نبوته ص1: 11  سؤالاً هاماً: ماذا أنت راءٍ يا إرميا؟ وكان جواب إرميا: أنا راءٍ قضيب لوز؛ أى غصن شجرة اللوز. فقال له الرب: أحسنت الرؤية.                   تُرى ماذا يعنى قضيب اللوز؟

  عندما تذمر الشعب قديماً على موسى وهرون، كلم الرب موسى فى سفر العدد ص17 أن يأخذ من كل رئيس سبط من الأسباط الاثنى عشر عصاً، أى يجمع اثنى عشر عصاً، ويكتب اسم كل واحد منهم على عصاه، واسم هرون يكتبه على عصا سبط لاوى ويضع هذه الاثنى عشر عصا فى خيمة الإجتماعز  وفعل موسى ذلك ووضع العصى فى خيمة الاجتماع على أساس أن الرجل الذى يختاره الرب تُخرج عصاه ورقاً وفى اليوم التالى دخل موسى إلى خيمة الاجتماع فوجد إن عصا هرون أخرجت ورقاً وأزهرت زهوراً وأثمرت لوزاً. ماذا حدث؟ الذى حدث هو أن هذه العصا كانت قد قُطعت من شجرة وماتت، لكن دبّت فيها الحياة مرة أخرى والدليل هو الأوراق والأزهار والثمار. ولاشك أن هذه العصا تذكرنا بالرب يسوع الذى مات وقُطع من أرض الأحياء ودفن، لكنه قام من بين الأموات فى اليوم الثالث وصعد فوق جميع السماوات وجلس فى يمين العظمة. إذاً قضيب اللوز هو المسيح المقام والممجد فى الأعالى .  وعندما سأل الرب سؤاله الى أرميا كأنه أراد أن يعرف فيما يفكر أرميا وما الذى يشغل باله؟  وعندما يسأل الرب أحدنا نفس هذا السؤال ماذا أنت راءٍ؟  هل ستكون الإجابة: أنا راءٍ قضيب لوز؛ أى أنا مشغول بالمسيح الجالس الآن فى أعلى السماء.

صديقى؛ إذا كان المسيح الذى صعد إلى السماء وتمجد هو موضوع انشغالك وموضوع تفكيرك فلابد أن تسمع القول الرائع «أحسنت الرؤية»

«فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لابما على الأرض» (كولوسى3: 1 ، 2).

«أخيراً أيها الإخوة كل ماهو حق (أى المسيح) كل ما هو جليل (أى المسيح) كل ماهو عادل (أى المسيح) كل ماهو طاهر (أى المسيح) .

 ففى هذه افتكروا» (فليبى 4: 8)

الخرفان
والقضبان
فهم يعقوب قديماً أن النظر يؤثر على الثمر، لذلك عندما أراد أن تلد الغنم حملاناً مخططة أحضر فروعاً من بعض الأشجار ومن ضمنها شجر اللوز، وقلمها بخطوط كاشفاً عما تحت القشرة من بياض، ونصب القضبان المخططة هذه تجاه الغنم فى مساقى المياه.  وعندما تأتى الغنم لتشرب كانت تتوحم فتلد غنماً مخططة أى عندما تطبع صورة القضبان فى عيون الغنم كان الثمر يأتى من نفس النوع .

أصدقائى. إذا أردنا ثمراً رائعاً وعظيماً دعونا ننشغل ونفكر فى المسيح الرائع والعظيم. قال الرب يسوع فى صلاته للآب فى إنجيل يوحنا 17: 19 «ولأجلهم أقدس أنا ذاتى ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق»  فالمسيح خصص ذاته فى المجد كغرض وحيد لعيوننا وقلوبنا، فهذا يحكم ويقود أفكارنا ومشاعرنا لتكريس حقيقى.