«إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ»
نواصل تقديم بعض البراهين التى تشهد على دقة كتابنا المقدس ودقة محتوياته.
ثالثاً: شهادة علم الآثار:
كان من نتائج زيادة الاكتشافات الأثرية واتساع نطاقها الجغرافى أن ازدادت المعرفة التاريخية العلمية للماضى وهكذا بدأت تتساقط الاعتراضات التى أثارها الكثيرون فى القرون الماضية ضد الكتاب باسم العلم وهكذا بدأ العلم بتصحيح نفسه بنفسه وأصبحت الحفريات المكتشفة والكتابات المنقوشة على الجدران والمسلات والأعمدة والأحجار شاهداً جديداً على صحة الأحداث المذكورة فى الكتاب المقدس.
هذا يقودنا إلى التأكيد بأن أية حقيقة يظن البعض إنها خطأ فى الكتاب المقدس الآن لا يعود إلى عيب فيه وإنما إلى نقص وقصور فى العلم وكلما ازدادت الاكتشافات والتقدم العلمى كلما اقترب العلم من الحقائق الثابتة الصادقة الموجودة فى كتابنا المقدس
قال عالم الآثار نلسون «لم يحدث اكتشاف أثرى واحد ناقض ما جاء فى الكتاب المقدس» وقال عالم آخر «إن علم الآثار القديمة قد أكد صحة تاريخ العهد القديم. لقد انهدمت الشكوك التى قامت خلال القرنين الماضيين فى الكتاب المقدس والتى تؤكد قيمته كمرجع تاريخى»
ولنأخذ الآن بعض الاكتشافات الأثرية التى أكدت صحة ما دونه الكتاب المقدس:
1- حادثة الطوفان (تكوين 6-8):
فى عام 7291م تم اكتشاف حفرة كبيرة بالقرب من مدينة أور بالعراق بها طبقات من الصلصال طينية صلبة وبارتفاع ثلاثة أمتار وأسفلها وجدت آثار استيطان آدمى الأمر الذى لا يمكن أن يحدث إلا بسبب كارثة طوفانية رهيبة.
2- مدن نمرود (تكوين 10)
يعتبر نمرود هو مؤسس الدولة البابلية القديمة وقد بنى ثمانى مدن تم بالفعل اكتشاف خرائب سبعٍ منها ووجد فى وسط إحداها تمثالاًِ لثور بأجنحة يسمى «الصياد الجبار» يرجح أنه يرمز إلى نمرود وهذا يتفق مع قول الكتاب «كنمرود جبار أمام الرب»
3- سدوم وعمورة (تكوين 19):
تم العثور فى عام 1890م على لوح مكتوب عليه «إن انقلاباً أتى من وسط العمق، القصاص المقدر من وسط السماء نزل» وقد شهد أحد علماء الآثار فى هذه المنطقة قائلاً «كل الأرض القديمة التى مكانها الآن وادى الأردن والبحر الميت، هى كبريت وملح وهى رمضاء لا زرع فيها ولا عشب»
4- هزيمة الملك رحبعام (ملوك الأول 14: 25). يوجد على جدران معبد الكرنك بمدينة الأقصر لوحة بها تسجيل لحادثة انتصار الملك شيشق فرعون مصر على رحبعام ملك يهوذا.
5- حجر موآب (ملوك الثانى 1:1) فى عام 1868 تم اكتشاف قطعة حجر بازلت سوداء فى مدينة شرقى الأردن تحوى كتابات الملك ميشع ملك موآب المعاصر للملك آخاب والملك ياهو ملك إسرائيل مكتوب فيها الأحداث التى قام بها فى سبيل تحرير بلاده من نير عبودية مملكة اسرائيل.
6- الملك سنحاريب والملك حزقيا (ملوك الثانى 18):
فى عام 0381م تم اكتشاف بقايا القصر العظيم الذى بناه الملك سنحاريب فى نينوى ووجدت به إسطوانة من الخزف مسجل عليها أخبار هجوم الملك سنحاريب على الملك حزقيا وحصار إورشليم .
7- سفر أعمال الرسل: قال أحد علماء الآثار «لقد بدأت دراساتى وأنا ضد واقعية أحداث العهد الجديد ولكن بعد البحث الدقيق وجدت أن سفر أعمال الرسل هو مرجع عظيم للمجتمع فى أسيا الصغرى وأن كانت المعلومات الواردة فيه صحيحة تماماً» ولقد أدت أبحاثه إلى وضعه كتاباً بعنوان «شهادة الاكتشافات الحديثة لصدق العهد الجديد»
رابعاً: دقة المعلومات العلمية:
على الرغم من أن الكتاب المقدس ليس كتاباً علمياً فى الأساس لكنه يحتوى على الكثير من الإشارات العلمية الدقيقة التى كان العلم يظن أنها خاطئة لكنه عاد وصحح نفسه بعد تطور الاكتشافات العلمية فى العصر الحديث ليبقى «الله صادقاً وكل إنسان كاذباً» (رومية 3: 4)
علينا أن نلاحظ أنه عندما يتعرض الكتاب المقدس لما يحدث فى الطبيعة فإنه لا يستخدم المصطلحات العلمية التى لا يمكن فهمها إلا فى القرن العشرين بل يستخدم المصطلحات الدارجة التى يفهمها الناس فى كل الأوقات والعصور.
إليك هنا بعضاً من هذه الحقائق:
1- كروية الأرض: كان الاعتقاد السائد أن الأرض مسطحة. وكان أول من اكتشف استدارتها هو كولميس عام 1492م ولكن سبقت كلمة الله وأخبرت قبل ذلك بمئات السنين (إشعياء40: 22 ، أمثال 8 : 27).
2- دورة الماء فى الطبيعة: إن سقوط الأمطار مكونة الأنهار ثم إنضباب الأنهار فى البحار والمحيطات ثم حدوث التبخر نتيجة لأشعة الشمس فترتفع الأبخرة إلى طبقات الجو العليا مكونة السحب التى تعطى الأمطار، هذه الدورة اكتشفت حديثاً فلم تكن معروفة من قبل ولكن اقرأ ما جاء عنها فى (أيوب37: 16 الجامعة1 : 7 ، إرميا51: 16).
3- تحلل العناصر: كان الاعتقاد السائد حتى بداية هذا القرن أن العنصر هو أبسط صور المادة وأن الذرة هى أصغر جزء من المادة ولا يمكن تقسيمها حتى جاء القرن العشرين وجاءت معه الاكتشافات الخطيرة وتم تفتيت الذرة وإنتاج الطاقة الذرية والنووية وهكذا انحلت العناصر كما ذكر الكتاب سابقاً فى (بطرس الثانية3: 10-12).