اعتاد الناس مع مطلع العام أن يهنئوا بعضهم بعضاً بهذه المناسبة قائلين «عام سعيد». ولا شك أنك سمعتها حتى الآن عشرات، بل ربما مئات المرات؛ وقلتها أيضاً مرات عديدة. وأنا في الواقع لا أعرف مصدر هذه العبارة وأساس هذه التحية. لا أستبعد أن تكون من تأليف أحد التجار الأذكياء، ربما من أصل يهودي، وعن هذا الطريق ضاعف مبيعاته عدة أضعاف في مثل هذه الفترة من السنة. على أي حال نحن لسنا أقل رغبة أن يكون هذا العام بالنسبة لك عزيزي القارئ عام سعيد أيضاً.
لكن من الناحية الموضوعية، ماذا يفرق هذا اليوم عن باقي أيام السنة؟ وماذا يفرق هذا العام عن باقي أعوام العمر؟ لماذا يكون هذا العام سعيداً دون غيره مما سبقه؟ عزيزي الشاب، عزيزتي الشابة. هل ترغب حقاً أن يكون هذا العام سعيداً؟ ها أنا أقدم لك مفتاح السعادة كما ذكره الكتاب المقدس
: «طوبى للذي غفر إثمه وسترت خطيته» (مزمور32: 1 )، وكلمة طوبى هنا تعنى مغبوط وسعيد. نعم، سعيد هو الرجل الذي أعطاه الله بركة غفران الخطايا. تسألني كيف أحصل علي هذه العطية العظمى؟ الطريق سهل وميسور أيها القارئ العزيز: «ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم افكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران» (إشعياء 55: 7).
أما إذا كنت قد حصلت على هذه البركة العظمى؛ فهناك طريقة لك كمؤمن لكي تحيا الحياة الهانئة والسعيدة حقاً؛ وهي ما ذكره كاتب أشهر وأطول مزمور، مزمور119 إذ يقول في فاتحته «طوبى للكاملين طريقاً، السالكين في شريعة الرب» .
عزيزي ، عزيزتي.. هذا ما أرجوه من قلبي لك. فلا أضيف عبارة عام سعيد علي المرات الكثيرة التي سمعتها هذا العام والأعوام الفائته، دون حدوث أي تغيير في حياتك، بل كل أمنيتي أن يكون هذا العام بحق هو العام السعيد. فتقول مع المرنم:
حبك يا ربي المجيد قد صار لي أحلى نشيد
عمر جديد يوم سعيد يوم ارتباطي بالوحيد