لقد تميز شخص ربنا يسوع المسيح بالطاعة الكاملة. ماأحلى أن نسمعه يقول لله الآب «بذبيحة وتقدمة لم تُسَّر، ولكن هيأت لى جسداً» وأيضاً «هأنذا أجئ .. لأفعل مشيئتك ياإلهى سُررت». فقد قَبِل إرسالية الآب له، وجاء إلى العالم متجسداً لإتمام مشيئة الله من جهة فداء الإنسان. عزّ عليه أن لايكون الله مسروراً فجاء بنفسه ليحقق رغباته .
وعندما كان بالجسد على الأرض كان طريقه هو طريق الطاعة. فقد كان كل صباح ، يقوم باكراً جداً ويمضى إلى موضع خلاء لكى يصلى هناك. وفى خلوته مع أبيه كان يتلقى توجيهات وأعمالاً ينفذها أمر كل يوم بيومه. وكان طعامه أن يفعل مشيئة الآب الذى أرسله ويتمم عمله (يوحنا 4: 34). يقول عن نفسه «لأنى فى كل حين أفعل مايُرضيه» (يوحنا 8: 29).
كان كل قصده أن يُبهج أباه ويعمل إرادته بغض النظر عن نتائج الخدمة سواء قبلها البشر أو رفضوها. وعندما رُفضت خدمته ، نراه يتهلل بالروح ويقول «أحمدك أيها الآب .. لأنك أخفيتها عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك» (متى 11: 25، 26).
وفى بستان جثسيمانى قبل أن يمضى للصليب مباشرة نراه خاضعاً لإرادة أبيه وقائلاً «ياأبتاه إن شئت أن تُجيز عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك» (لوقا 22: 42).
قال عنه الرسول بولس : إنه أطاع حتى الموت موت الصليب (فيلبى 2: 8) واستطاع أن يمجد الله بطاعته له، على نفس الأرض التى أُهين الله فيها بعصيان الإنسان. فإن آدم عصى الله حتى الموت . لكن ربنا يسوع المسيح إحتمل كل الألم وموت الصليب فى طريق هذه الطاعة. كان يعرف الكُلفة لكنه لم يتراجع. يقول «وأنا لم أعاند. إلى الوراء لم أرتد. بذلت ظهرى للضاربين وخدىّ للناتفين. وجهى لم أستر عن العار والبصق» (إشعياء 50: 5، 6).
لقد قَبِل أن يأخذ مركز العبد المُطيع وقال وهو ذاهب إلى الصليب «ليفهم العالم أنى أحب الآب وكما أوصانى الآب هكذا أفعل» (يوحنا 14: 31). وقال لبطرس فى البستان «الكأس التى أعطانى الآب ألا أشربها» (يوحنا 18: 11).
وكم كان لهذه الطاعة من قيمة وتقدير فى نظر الآب. فقد قال الرب يسوع «لهذا يحبنى الآب لأنى أضع نفسى لآخذها أيضاً. هذه الوصية قبلتها من أبى» (يوحنا 10: 17، 18).
ليتنا نتمثل بهذا الشخص الفريد الذى أظهر كمال الطاعة وكمال الخضوع فى عالم العصيان والتمرد وقد توج مشوار الطاعة بالصليب .
له كل المجد ، ،