مَــــــــــنْ يســـتحـق؟!..


احتفالاً بانتصار عظيم، قرر حاكم إحدى الولايات أن يصدر عفواً عن واحد فقط من المساجين فى الولاية.  وبناء على ذلك، قرر أن يزور سجن الولاية ليفحص حالة كل مسجون هناك ليحدد من الذى سيفوز بقرار العفو.  وهناك، بدأ يقابل كل مسجون ليستمع إليه ويفحص حالته.  وانبرى كل واحد من المساجين محاولاً أن يثبت أحقيته بالعفو الموعود.  فبدأ البعض يشكو من أنه لم يفعل شيئاً، وأن وجوده فى هذا السجن ما هو إلا محض ظلم.  وأخذ البعض الآخر يوضح أنه صالح بطبعه وأنه فعل الكثير من الأمور الحسنة التى يستحق عليها العفو والتغاضى عن ذنبه.  وساق آخرون حجتهم على أنهم أفضل من كثيرين ممن هم خارج السجون.  وهكذا تعددت الحجج من الجميع، كل واحد يعلن استحقاقه للعفو؛ إلا سجيناً واحداً بدت عليه ملامح الشقاء والانكسار، لما واجه الحاكم قال له "يا سيدى، أنا الوحيد الذى لا يستحق العفو.  فقد أذنبت وأعلم أن جرمى كبير، وأنى أستحق عقوبتى تماماً". وبعد أن استمع الحاكم للجميع جاء وقت إعلان العفو، تطلعت العيون إلى الحاكم؛ والكل فى انتظار أن يعرف من سينال نعمة فى عينى الحاكم فيعفو عنه.

ولدهشة الجميع، أعلن الحاكم أنه قرر العفو عن ذلك السجين الوحيد الذى لم يعلن استحقاقه، والذى أعلن ذنبه.

ألا تذكرنا هذه القصة بذاك الذى قرع على صدره معترفاً: «أنا الخاطى» فكانت النتيجة أنه «نزل إلى بيته مبرراً» بينما لم يكن ذلك من نصيب الذى حاول أن يثبت أحقيته (لوقا18: 9 -14)؟ صديقى؛ إن كل من يأتى إلى الله، متضعاً شاعراً بذنبه، سيجده منتظراً بالنعمة ليمنحه الغفران. فهل تأتى إليه معترفاً بخطاياك، محتمياً فى دم المسيح لتنال غفران الخطايا؟