نصل هذه المرة إلى نهاية جولتنا السريعة، التى فيها مررنا بالكثير من براهين عظمة هذا الكتاب الفريد؛ فنصل فى ختام المطاف إلى:
سابعاً: قوة تأثيره
حقيقة لا يختلف عليها اثنان أنه لا يوجد كتاب فى العالم كله له من الأعداء وكذلك من المحبين عدداً من الناس مثل الكتاب المقدس.
والذين يعادونه يخافون من تأثيره حيث أنه يبكت ضمائرهم ويكشف خبايا قلوبهم «لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين» (عب 4: 12).
والذين يحبونه اختبروا قوة تأثيره المغيِّرة فى حياتهم، حتى أنهم قدموا للعالم أسمى الحياة، وتمتعوا هم بحياة التقوى والسعادة الحقيقية. لذلك ليس غريباً أن يضحى الآلاف من المؤمنين على مر التاريخ بكل شئ، بل وأن يحتملوا حتى العذاب والموت بسبب إيمانهم وتمسكهم بكتابهم المقدس. فهل يمكن أن أكذوبة مصطنعة تُحدِث كل هذا التغيير؟ لقد قال أحد المفكرين "شتان بين المؤمن الذى لا يبالى بالموت دفاعاً عن عقيدته، وعمل المحتال الذى يكذب ويعلم أنه يكذب وأنه يدعو الناس إلى الأكاذيب، مثل هذا لا يُقدم على الموت فى سبيل عقيدة يعلم هو زيفها وخداعها. وهيهات أن يوجد بين الكذبة المتعمدين من يستبسل فى نشر عقيدته كما أستبسل الرسل الأوائل".
وبحق قال بطرس قديماً «يارب إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك» (يوحنا6: 68).
وإليك بعضاً من شهادات الكثيرين الذين تغيرت حياتهم وأدركوا قيمة وعظمة الكتاب المقدس:
الرئيس الأمريكى إبراهام لينكولن:
إن الكتاب المقدس هو أفضل ما منحه الله للبشر.
الرئيس الأمريكى دوايت أيزنهاور: أن تقرأ الكتاب المقدس هو كأن تقوم برحلة إلى أرض بهيجة حيث تتقوى الروح ويتجدد الإيمان.
أحد علماء الطبيعة: اشتغلت باحثاً فى الطبيعة، وتعرفت على عجائب الكون، وعلمت أن الإنسان يواجه مشكلات ضخمة؛ واستمرت حياتى تمضى وأنا غير سعيد. وأتصلت بطبيب نفسى، ثم درست الأديان المختلفة. ووصلت إلى درجة طلب الموت لنفسى. حتى ظهر فى أفق حياتى بعض المسيحيين الذين قدموا لى إجابات مقنعة من الكتاب المقدس. وفى الأيام التالية حدثت معجزة بعد معجزة من عمل الله فى حياتى وصار الكتاب المقدس كتاباً فوق العادة بالنسبة لى. وانتهت مشاكلى وتغيرت حياتى.
من الديانة الهندوسية:
كان محافظاً على تقاليد ديانة أجداده، وقد عمل مع زملائه على مقاومة الاجتماعات المسيحية. كان يشترى الكتب المقدسة ليحرقها أمام المسيحيين، ثم قرر أن يحرق مكتبة الكنيسة. وفى اليوم السابق لتنفيذ هذا دخل إلى المكتبة وأخذ كتاباً مقدساً من قبيل حب الاستطلاع. وعندما عاد إلى بيته قرأه، وبعد منتصف الليل كان قد وصل إلى قصة الصلب؛ فأثرت فى ضميره، وقرر إلغاء خطة إحراق المكتبة، واستمر يفتش عن الحق. وهكذا بدأ طريق التعرف على لمسيح؛ ويصف هذا بقوله "سمعت صوت يسوع قائلاً «أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى». . ومنذ تلك اللحظة عرفت أن المسيح هو معلم العالم وقررت اتباعه".
والشهادات عن التغيير الذى حدث فى حياة الكثيرين عديدة، يضيق المقام هنا عن ذكرها جميعاً. إنما هذه كانت مجرد عينة لقوة تأثير هذا الكتاب العظيم.
والآن وقد وصلنا إلى نهاية حديثنا دعنى أسألك: هل ارتاح قلبك على الكتاب المقدس الذى بين يديك؟ هل تقول مع الذى قال "ليس هناك كتاب فى الوجود ترتاح إليه نفوسنا إلا الكتاب المقدس"؟ ليتك تزداد حباً فيه وتقديراً لقيمته وهكذا تهتم بدراسته والتغذى به طول الأيام، وهكذا ينطبق عليك القول «طوبى للرجل الذى. . فى ناموس (شريعة) الرب مسرته وفى ناموسه يلهج (يتأمل) نهاراً وليلاً فيكون كشجرة مغروسة عند مجارى المياه التى تعطى ثمرها فى أوانه وورقها لا يذبل وكل ما يصنعه ينجح» (مزمور1:1-3).