المطيع الذى قال لا (لا للدولار والدينار)
صديقى القارىْ: يمكنك أن تكون غنياً، إن كانت هذه خطة الله لحياتك فالمال ليس شراً إذا كان من يد الرب، أما إذا صار المال هو كل الهدف لسقطنا فى أخطر فخ نصبه الشيطان وضلل به الإنسان. فكم من أناس التقطوا أنفاسهم الأخيرة وأعناقهم مسحوقة تحته. فبسببه مات عاخان بن كرمى رجماً (يشوع 7: 25)، وبلعام قتلاً بالسيف (عدد31: 8)، بل لأجل الفضة مضى يهوذا وخنق نفسه. . فيالها من نهايات تعسة. إن «من يحب الفضة لا يشبع من الفضة. ومن يحب الثروة لا يشبع من دخل» (جامعة5: 01 ). ولكن اعلم أن الذهب يذهب، والفضة تُفضّ، والمال يميل ومحبيه معه لمائلون.
أيها الأصدقاء: إن الطريق إلى جهنم النار مكدس بعشاق الدولار والدينار. أما بطل حلقتنا فقد رفض الممتلكات وهرب (كما هرب يوسف من امرأة فوطيفار) ورفع يديه للرب مالك السماء والأرض. اضطر ابرام بن تارح إلى الدخول فى معركة ضد أربعة ملوك لإنقاذ لوط ابن أخيه الساكن فى سدوم، وانتصر ابرام فى المعركة واسترجع لوطاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب، فخرج ملك سدوم (الذى كان هارباً وقت الحرب) لاستقبال أبرام وقال له «أعطنى النفوس وأما الأملاك فخذها لنفسك». فقال ابرام: «لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك. فلا تقول أنا أغنيت ابرام» (تكوين 14: 23).
عزيزى: ربما تقول أن هذا مستحيل. فكيف أرفض مالاً يأتينى فى عصر ارتفع فيه صوت المال فوق كل الأصوات. لكن دعنا نعود إلى كلمة الله (تك14) حيث يمكننا التقاط التحصينات التالية ضد فيروس محبة المال:
1- الإيمان والطاعة (عبرانيين11: 8)
قال الرب لابرام «اذهب من أرضك فذهب كما قال له الرب» وكانت نتيجة طاعته وعد الرب له بالبركة والغنى. قرأت مرة خبراً أن أميراً خليجىاً يختلس؛ لقد أعطاه العالم غنى ولكن سلب منه الكرامة، أما المسيح فعنده الغنى والكرامة (أمثال 8: 18). فهل أتيت إليه؟
2- الشبع بالرب والتلذذ به
شبع أبرام بالخبز الذى قدمه له ملكى صادق، وهو صورة جميلة للمسيح الذى فيه الشبع؛ لذلك رفض ممتلكات سدوم فالنفس الشبعانة تدوس العسل (أمثال 27: 7).
3- الفرح فى الرب دائماً (فيلبى4: 4):
يمكنك بالمال أن تشتر طعاماً كثيراً. . . لكنه لا يضمن لك السعادة، ابحث عن السرور فلن تجده فى أرقى سوبر ماركت فى العالم. لقد مضى الشاب الغنى حزيناً ( رغم ثروته) (مرقس10)، أما التلاميذ فقبلوا سلب اموالهم بفرح، عالمين أن لهم مالاً أفضل (عبرانيين10: 34)