سفر القضاة

زمانه

هو أحد الأسفار التاريخية التى تسجل تاريخ شعب إسرائيل، وهو يختص بالفترة ما بين دخولهم أرض كنعان وحتى قُبيل أن يملك عليهم ملك، وقد سُمى بهذا الاسم نظراً لأن الأشخاص الذين إستخدمهم الله فى تلك الفترة لقيادة شعبه وتخليصهم من أعدائهم تسَّمى كل منهم بالقاضى، والكلمة لا تعنى قاض فى محكمة لكن قائد شعب (انظر أعمال 24: 10)، وقد ذكر منهم فى سفر القضاه ستة بالتفصيل وسته دون تفصيل*.

موضوعه

مع أنه - بصفة عامة - سفر تاريخى إلا أنه ليس مجرد تسجيل لأحداث تلك الفترة، بل أنه لا يراعى الترتيب الزمنى للأحداث أحياناً، لكنه إذ له هدف روحى محدد انتقى من التاريخ أحداثاً معينة، ووضعها بترتيب معين ليصل إلى هدفه، وقد صاغ هذه الأحداث فى موضوع ذى سبع حلقات بالإضافة إلى مقدمه وخاتمة. وكل حلقاته تدور حول فكرة واحدة هى السقوط المخزى من جانب الشعب والنعمة المخلّصة من جانب الله.  وتُميز معظم حلقاته هذه العبارات الأربع :  عاد بنو إسرائيل يعملون الشر فى عينى الرب ، دفعهم الرب ليد ... ، صرخ بنو إسرائيل إلى الرب ، أقام لهم الرب مخلصاً.

غرضه 

إنه رسالة من الله لشعبه فى كل عصورهم، قدم لهم فيها نموذجاً من تاريخهم لسقوطهم المتكرر فيه كانوا يتقدمون من ردئ إلى أردأ، ليقنعهم من خلاله بخطورة المساومة مع أعداء الرب الأشرار وعدم الإستماع لكلام الرب وأوامره بطردهم، فقد إكتفوا بوضعهم تحت الجزية، وبمرور الوقت اختلطوا بهم وقطعوا عهداً معهم وتزوجوا منهم فعلموهم كل أنواع الشرور بل جعلوهم يعبدون إلهتهم؛ فجلبوا على أنفسهم البلاء والدمار وغضب الله. 

أقسامه

يمكن وضع السفر فى الجدول الآتى :

 مقدمه تفسيريه
ص1 ، 2

      الموضوع  ص3 - 61
نماذج تفصيلية لتكرار سقوط الشعب
خاتمة توضيحية
ص17- 21 
       
 السقوط                 
 العدو   المخلص       
 
 نماذج

تفسيرية

تشرح

لماذا

سقط

الشعب؟

الأول 3: 5-11 


الثانى 3: 21-03 

الثالث ص4 ، 5

 

الرابع 6-8

الخامس 9 


السادس 10-12

السابع 13-16

كوشان رشعتايم ملك أرام النهرين (8 سنوات)

عجلون ملك موآب (18 سنه)

يابين ملك كنعان وسيسرا رئيس جيشه (20 سنه)

المديانيين (7 سنوات)

حرب أهلية بقيادة أبيمالك(3 سنوات)

بنى عمون (18 سنة)

الفلسطينيين (40 سنة)
  

 عثنيئيل بن قناز


إهود بن جيرا 

دبورة وباراق بن أبينوعم 

جدعون بن يوآش

امرأة مجهولة 


يفتاح الجلعادى

شمشون بن منوح


 نماذج توضيحية
توضح لأى حد
سقط الشعب

1- فى الحياة الدينية
(ص17 ، 18)

2- فى الحياة العائلية والأخلاقية (ص 19)

3- فى الحياة السياسية
(ص 20 ، 21)




دروسه النافعة لنا

1- إنه أكثر أسفار الكتاب كشفا ًعن أسباب الفشل الروحى والسقوط المتكرر فى الخطية، المشكلة التى يعانى منها الكثيرون من أولاد الله، نذكر لك بعضها :

أ- عدم فهم ما يمكننا أن نسميه دورة الخطية وهى دورة تحدث كالآتى :

  الراحة والطمأنينة،  
الرب في نعمته
يسمع ويغفر
ويقيم مخبصاً ليخلصنا من ضيقاتنا
   الاسترخاء الروحي
وعدم الجهاد

   
الندم والتوبة
والصراخ للرب
   الابتعاد التدريجي عن الرب
ثم السقوط في الشر


الحصاد المر كنتيجة
للابتعاد والسقوط



ب- إن حلول الوسط والمساومة مع الخطية وعدم الحسم معها؛ هو الأساس فى كل سقوط.  هذا ما فعله الشعب فى بداية السِفر، فحصدوا المرار مئات السنين.

ج- إن أفضل طريقة للحفاظ على ما امتلكناه من انتصارات وبركات روحية هو مزيد من الامتلاك، وأضمن وسيله تحمى من الانحدار هى مزيد من الصعود.

2- هو أكثر أسفار الكتاب توضيحاً لشر وفساد وطبيعة الإنسان الذى يميل للابتعاد عن الله بالرغم من عذابه وذله فى البعد عنه، كما أنه ناكر الجميل لا يذكر مراحم الله وإحساناته ولا يصرخ إليه إلا فى وقت الضيق.

3- هو أكثر أسفار الكتاب توضيحاً لعظمة الله، فبالرغم من شرهم وإغاظتهم له بعبادة الأوثان وعدم استحقاقهم لخلاصه، إلا أن نفسه كانت تضيق لضيقهم وكان يسرع لإنقاذهم بمجرد ما يتوبون ويصرخون إليه.

4- هو أكثر أسفار الكتاب تشجيعاً لمن يريد أن يخدم الرب ولا يجد فى نفسه أى كفاءة لذلك، فالله فى هذا السفر لا يستخدم إلا الأضعف والأصغر والأحقر، لكى يكون فضل القوة لله لا منا.

5- إنه أكثر أسفار الكتاب ربطاً بين أربع حقائق ثنائية :

السقوط فى الخطية مع المرار والعبودية الصراخ للرب مع الخلاص والنجاة 

تواريخ وأرقام

أحداثه تبدأ 1425 ق.م تقريباً، وتشغل حوالى 450سنة، منها 111 سنه تحت سيطرة الأعداء أسقطها الله من حسابه (أعمال 13: 20 مع 1ملوك 6: 1).

يتكون من 21 أصحاحاً 618 عدداً، ويمكن قراءته فى حوالى 75 دقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هم بالترتيب: عثنيئيل - إهود - شمجر - دبورة (وباراق) - جدعون - تولع - يائير - يفتاح - إبصان - أيلون - عبدون - شمشون.